نموذج إنساني .. فطير !! – 16 أكتوبر 2021

نموذج إنساني .. فطير !! – 16 أكتوبر 2021

1- اللؤلؤة : نموذج إنساني .. فطير !!
” أرجو أن تتقبل (المداعبة المحدودة) في صياغة العنوان السابق ” من وجهة اللغة أن الأمر (الفطير – ولا علاقة له بالفطير المشلتت، ولا بالفطاطري) هو القول أو التصرف غير الناضج، وفي هذا المقام أتخذه وصفٌ لشخصيتين مسرحيتين، حظيتا برواج كبير جداً في عشرينيات القرن الماضي، مثل إحداهما : الفنان “علي الكسار”، ومثل الأخرى الفنان “نجيب الريحاني” .
2- المحــارة :
– اخترع “الكسار” شخصية (البربري)، حتى لقد اطلق على نفسه لقب (بربري مصر الوحيد) حين جرى في شوطه فنانون آخرون على سبيل التقليد وانتهازية الرواج . ومن ثم تفنن في خلق المقامات، والبيئات التي يذهب إليها هذا البربري، فارضاً لهجته ، ومفرداته، وعالمه الساذج على تلك البيئات، بما يصنع مفارقات مضحكة .
– راجت مسرحيات “الكسار”، واستطاعت فرقته أن تنتزع الجمهور من الفرق المتنافسة، مما حمل بعضها على اقتحام حومة المنافسة بذات السلاح .
– كان من هؤلاء المنافسين : نجيب الريحاني – الموازي زمنياً للكسار – وكان يتفوق عليه جماهيرياً، من ثم فوجئ بـ (الهبوط الاضطراري) فتخفى الريحاني – كما يقرر في مذكراته – وذهب إلى مسرح “الكسار” وشاهد ” بربري مصر الوحيد”، فاخترع بعد جهد شخصية (كشكش بك) العمدة الريفي الثري، ومن خلفه خفيره الخاص (زعيط)، وزوجته (أم شولح)، وتنقل بهم بين بيئات مناقضة، حتى ذهب بكشكش بك وتابعه إلى باريس .. إلخ .
– النموذجان : “البربري” و “كشكش بك” قصد بهما الإضحاك، اعتماداً على التناقض الظاهري، أو العميق بين سلوك الشخصية، ومظهرها، ومن يحيط بها، وما يحيط بها من بشر، وأشياء . من ثم ظلت الفكاهة سطحية مباشرة، وساذجة إلى حد كبير .
– ومع مشروعية التنافس الفني، وابتكار الشخصية اللافتة، أو المثيرة ، كما نجدها في (البربري) و (كشكش) كان يمكن الصبر عليها : تفكيراً، وتعميقاً، وتأليفاً، وبناءً مسرحياً، لتحمل دلالات نفسية، واجتماعية/حضارية تتجاوز الإضحاك، والإثارة السطحية، إلى تحريك الفكر، وإثارة التأمل ، وتعميق الرؤية، والمدارك في سبر الطبائع الإنسانية .
– لأستاذنا الدكتور محمد غنيمي هلال – طيب الله ثراه – كتاب بعنوان: “النماذج الإنسانية في الدراسات الأدبية المقارنة” يوضح معالم مفهوم (النموذج الإنساني)، وكيف أنه يجمع كافة “صفات النوع”، المميزة له، الفارقة بينه وبين غيره، بما يعني أنه كان يمكن تقديم (البربري) و (كشكش) بأسلوب أعمق، وفي بنية مسرحية أقرب إلى الإنسانية، وتعميق الخبرة بالبشر .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” قاموس المسرح ” إعداد الدكتورة : فاطمة موسى محمود – الجزء الثالث ” ترجمة الكسار والريحاني “– الهيئة المصرية العامة للكتاب .
وكتاب “النماذج الإنسانية في الدراسات الأدبية المقارنة ” للدكتور محمد غنيمي هلال .

اترك تعليقاً