قصيدة : الزفاف الملكي – 18 أكتوبر 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (121)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الحاكم المثالي في شبابه !!
الزفاف الملكي
ما لي أرى الكون مسروراً ومغتبطاً .. والطير يرقص في الأجواء جذلانا
في كل بيتٍ أرى الأفـــــراح قائمـــةً .. والكل يمـــرح مســـروراً ونشوانا
سألـــت مـــــاذا؟ فقــالوا: الله جمّلنا .. بطلعة الـــبدر “فـــاروق” وأولانا
حبــــاه والــــــده مــــن بــدء نشأته .. بالعلـــم حتــى ارتوى ديناً وإيمانا
وصــــار يــــرقى وعين الله تلحظـه .. والشعـــب يفــــديه أرواحاً وأبدانا
حتى ارتقى العـــرش والأيـــام قائلةٌ .. يا ” مصــر” هذا أوان العز قد آنا
فأدركت “مصر” ما تبغيــه من أملٍ .. وحقــق المُنعــــم استقــــلالنا الآنا
كم ينشر العدل بين النــاس ملتــزماً .. في حكمه خطة الفـــاروق مذ كانا
وخاطب الناس في المذياع يرشدهم .. إلى الصـــلاح، فمــا أتقــاك مولانا
أهاب بالناس أن ســـووا صفـــوفكمُ .. حتى تكونوا أمام الخطـــب أعوانا
عشقتــــه مــــن حــــديث متقنٍ لبقٍ .. ( والأذن تعشق قبل العين أحيانا )
………………
ثم انتقــى مـــن خيار الناس زوجته .. “فريدةُ ” العصر أنساباً وسلطـانا
في هــــذه الليلــــة العظمى زفافهما .. كالشمس زفت إلى بـــدرٍ وقد كانا
يارب هيـــىء لفــــاروق وزوجتـــه .. عمراً مديداً ليبقى الشعـــب جذلانا
* * *
شاعر القصيدة : أحمد علي بخيت (1909 – 1983) ولد وعاش في محافظة أسيوط بصعيد مصر، عمل مدرساً للغة العربية .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 16 بيتاً ) ، وهي من ( بحر البسيط ) ، وهي القصيدة الوحيدة التي أوردها له المعجم .
• يعرّف المعجم فنه الشعري بقوله : “المتاح من شعره قصيدة واحدة في التهنئة بزفاف الملك فاروق، معانيها مباشرة، وخيالها قريب، وتخضع لروح المناسبة، ولا تمنحنا تصوراً واضحاً عن شاعريته ” .
• هذا ما سطرته منذ أعوامٍ طوال في وصف شعره ، وهو لا يزال صالحاً – فيما أرى – لأن يكون إطاراً لهذه القصيدة المفردة ، وقد أوردناها لدلالتها الاجتماعية ، والنفسية . أما القدرة الشعرية فإنها محدودة كما نرى .
• أهم ما في القصيدة : ما تنص عليه من صفات الملك المحبوبة لدى الشعب، وبخاصة في زمن شبابه، بصرف النظر عن مدى تحقق هذه الصفات عملياً ، وفيها أيضاً دلالة على الفرح بالمناسبة ، حتى تستثير مدرساً للغة العربية فيجرب حظه في النظم .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثالث – ص43 .