قصيدة : بُح بالهوى – 25 أكتوبر 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (122)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الحب بالمعجم التراثي !!
بُح بالهوى
…………..
ظن الخليونَ أن الـــوجدَ مختلــــفٌ .. وأن ما يـــدّعيه العـــاشقون هُـرا
لو خامرتهم حُميا الحـــب لاعترفوا .. بأنهم قــــارفوا مـــن أمرهم نُكُرا
لو أنه ذاق ذوقـــي أو أحــب لمــن .. أحببتُ ما لامني ذا اللوم بل عذرا
يا لائمي ما الذي يعنيك من ولعــي .. ولا بمن كـــان فـــي أحواله عبرا
قصر عتابك لي إن شــئت أو فأطل .. سِيان عندي أطال العُتبُ أو قصُرا
حادي الركاب إلى سلـــعٍ وكـــاظمةٍ .. فدتك نفسي توقف واستمــع خبرا
أبلغ لجيران سلعي والعقيق وصف .. ما حل بي بعد بُعدي منهــمُ وجرا
رعياً لتــلك الديـــار النــــازلين بها .. سقاهم العارض الهطّال منهمـــرا
وجاد تلك الريـــاض الزُهر كل ضيا .. يغادر الكل منها مـــرتعاً خضِــــرا
ترعى بها ظبيــــات الحــــي ناعمةً .. يمسن في حُلل والحسن قد بهـــرا
تختال بالــــدل إحــــداهــن تحسبها .. خوتا من البان هزته الصبا عطرا
………….
* * *
شاعر القصيدة : أحمد عمر سالم باذيب (1796 – 1863) شاعر يمني ، عاش في حضرموت ، وتوفي في سنغافورة (إندونيسيا) .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 27 بيتاً ) ، وهي من ( بحر البسيط ) .
• تعكس صورة هذه القصيدة في تمامها وعنوانها أحد أوجه التأثر بالتراث العربي القديم، الذي انطوى عليه وجدان هذا الشاعر، فحمله معه إلى مهجره، وتغنى به في ذلك الزمن الذي تغيب عنا تفاصيله .
• وتكتمل طرافة التجربة؛ بأن نعرف أن بعد هذا الغزل الطويل (19 بيتا) يختمها الشاعر بثمانية أبيات (لا غير) في المديح النبوي ، ومطلع هذا المديح :
ومن يكن برسول الله منتصراً لم يخش من دهره بغياً ولا بَطَرا
• أما أبيات النجوى والغزل الطويلة، فقد التزمت بتقاليد العشق العربي العذري ، الذي يترفع بالمحبوبة أن تكون محلاً للاشتهاء أو للوصف الحسي ، اكتفاءً بالرمز المتجسد في عاطفة الشاعر تجاه الأماكن التي تحل بها هذه المحبوبة .
• من ثم يمكن – ولعله ينبغي – أن تُقرأ المقدمة الغزلية الطويلة في ضوء وهيمنة روح المديح النبوي ، وما تستلزم من عفة وخصوصية ، وبذلك يكون مطلع هذه القصيدة :
أحلى الصبابة عند الصب ما ظهرا .. وخير أهل الهوى من باحَ واشتهرا
مختصاً بـأهل الهوى النبوي .. وليس غيرهم من أهل الهوى، على اتساع اللفظ .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثالث – ص55 .