أموت في تراب مصر: حقيقة ورمزاً .. دنيا وآخرة !! – 30 أكتوبر 2021
1- اللؤلؤة : أموت في تراب مصر : حقيقة ورمزاً .. دنيا وآخرة !!
” كان مما يقسم به الرجال في الزمن القديم جداً: إذا كذبت فلتقطع أنفي وأذناي ، وأنفى أنا إلى بلاد كوش .
أما قسم النسوة فكان : إذا كذبت فليلقى بي في مكان بين الخدم ، خلف البيت الذي كنت فيه ذات يوم سيدة “
2- المحــارة :
-أذكر من عبارات الطفولة التي كنا نتبادلها في ألعابنا بالقرية : والله إن ما كنت تسكت لأديك ضربة توديك طوكر !!
-أستدعي هذه العبارة في أزمنة تالية، وقد تذكرتها مراراً عند قراءاتي المتعددة لرواية “زينب” [ محمد حسين هيكل باشا ] فقد أحبت زينب إبراهيم (خولي الزراعة) الذي حيل بينها وبين الزواج منه ، فألقى بنفسه إلى التجنيد، وما لبث أن أرسل إلى طوكر .
– وهكذا يتردد ذكر بلاد كوش – زمن الفراعنة – وطوكر – زمن الملك، وهما يعنيان بلاد السودان التي اعتُبرت – عبر تلك الأزمنة – وطناً بعيداً وغريباً ربما ، ومكان للعقوبة – مع الأسف – في أزمنة مختلفة .
– من هنا كان المصري القديم ، حتى وإن عاش في بلاد كوش زمناً ، يحرص على أن يدفن في الشمال، أي في مصر !!
– في رواية “سنوحي” أو “المصري” للمؤلف الفنلندي ميكا والتاري، صور هروب هذا المصري خوفاً من الوشاية والعقوبة، هرب إلى فلسطين ، وكانت تحت سلطة الرعاة ، وقد دأب في غربته على مساعدة مواطنيه ونصحهم، وبعد زمن طويل حملهم رسالة إلى فرعون، أن يأذن له بأن يدفن في وطنه لكي يُبعث في الآخرة ، لأن (القيامة) ستكون وقفاً على من يدفنون في أرض مصر المقدسة !! وقد أذن له الفرعون بالعودة إلى وطنه ليدفن في أرضها .
-لقد حافظ محمد عوض محمد على هذه العقيدة حين عاد إلى قصة (سنوحي) فألفها باللغة العربية، وبذلك أكد على هذه العقيدة لدى أبناء مصر القدماء والمحدثين ، والمعاصرين – على السواء .
-أول من نبهني إلى هذا المعنى في أخلاق المصريين، رابطاً بين رغبة المصري في أن يعيش (خارج) مصر، شريطة أن (يدفن) في ترابها ، هو الصديق المرحوم الأديب محمد أبو المعاطي أبو النجا .
-قد نجد هذا المعنى ماثلا في الاقتباس من قصيدة محمود درويش المتفردة في الغناء لفلسطين العربية :
أحن إلى خبز أمي .. وقهوة أمي
-دعني أقل : أحن .. بالمطلق .. إلى أرض مصر ، حتى وإن كنت أتأملها كل يوم ..
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من موسوعة:” مصر القديمة” لسليم حسن – الجزء العاشر – الهيئة المصرية العامة للكتاب – مكتبة الأسرة – 2000 – ص 392 وما بعدها .