كسوة الكعبة .. بين مصر والحجاز !! – 6 نوفمبر 2021
1- اللؤلؤة : كسوة الكعبة .. بين مصر والحجاز !!
” جرت مخابرات طويلة، نشرت أثناءها بلاغات من قِبَل الحكومة المصرية، ومن وكالة مملكة الحجاز خاصة بأمر إرسال المحمَل (الكسوة الشريفة). وكانت نظريتا الحكومتين المصرية والحجازية مختلفتين. الأمر الذي أدى إلى أن تعدل الحكومة المصرية عن إرسال الكسوة والأرزاق، وذلك أن حكومة الحجاز طلبت أن ترسَل الكسوة داخل صناديق مقفلة، وأن لا يقام لها أي مظهر من مظاهر الحفاوة. فرأت الحكومة المصرية أن في تجريد القوة المصرية من السلاح، وأن في إبطال هذه العادات التي جرت عليها منذ عهد بعيد، ما يحملها على منع إرسال الكسوة وغيرها، كما أنها لم ترسل الأرزاق والمخصصات الأخرى المعتاد إرسالها إلى الحجاز، ولم تنشر في ذلك بياناً ، بل اكتفت بالعمل نظراً للصعوبات التي أقامتها الحجاز بدون مبرر ” .
2- المحــارة :
-من الوجهة التاريخية تعود (كسوة الكعبة المشرفة) إلى زمن الجاهلية، فقد كساها بعض تتابعة اليمن، وتولى ذلك حيناً بعض قبائل الجزيرة، حتى استقرت قريش على أن تتولى أداء هذا الواجب الذي اكتسب معنىً دينياً ورمزاً عقائدياً .
– وقد تدل بعض الروايات على أن الكعبة حين فتح مكة (زمن الرسول صلى الله عليه وسلم) لم تكن مكسوة ، وقد تولى الرسول الكريم كسوتها في العام التاسع للهجرة .
-كانت الكسوة بيضاء في البداية، وظلت كذلك – ربما – إلى عصر الدولة المملوكية في مصر، وكانت بغير كتابة، وإنما أضيفت الآيات القرآنية مع استهلال العصر العباسي، بما يعني أن تقديم الكسوة كان يرتبط بالسلطة المركزية للدولة الإسلامية [ الأمويون ، ثم العباسيون] .
-في عصر الدول تولت مصر أداء هذا الواجب، بدأ ذلك في عصر الدولة الفاطمية، واستقر تماماً في عصر المماليك، فكانت القاهرة (الفاطمية ثم المملوكية) تتولى صناعة الكسوة وحملها على مكة، وفق مراسم احتفالية ، ذات طابع ديني .
-وفي العصر المملوكي قرر السلطان (قلاوون) أن تكون الكسوة باللون الأسود، وفي هذا العصر المملوكي – وحتى قبله بأزمنة – حاولت قوى صاعدة في اليمن حيناً وفي إيران آخر وربما في غيرهما أن تسبق إلى تقديم الكسوة ، ولكن حاكم مصر (الفاطمي أو المملوكي من بعده) كان يقاوم هذا التوجه ، بما يبقي على انفراد مصر بتقديم الكسوة ، بعدّها شرفاً لمصر لا ينافسها فيه أحد .
-استمر انفراد مصر بتقديم الكسوة ومعها أرزاق (غلال وأموال) عبر الأزمنة الفاطمية والمملوكية حتى العصر الحديث، وظهور النفط في الدولة السعودية ، التي نشأت في نجد ، وضمت إليها الحجاز .
-وبدافع النزعة الوهابية اعتُرض على موكب التشريفة ومصاحبة الأبواق عند الاقتراب من الكعبة، مما أدى إلى نوع من سوء التفاهم ، ثم تولت المملكة السعودية صناعة الكسوة .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” حوليات مصر السياسية : الحولية الرابعة ” (1927) – تأليف: أحمد شفيق باشا – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 2014 – ص189 .