الحرامي أمريكي ، والقاضي بريطاني !! يا قلبي لا تحرن .. 13 نوفمبر 2021
1- اللؤلؤة : الحرامي أمريكي ، والقاضي بريطاني !! يا قلبي لا تحرن ..
” من أطرف ما سجل أحمد شفيق باشا في “حوليات مصر السياسية” ما ذكر تحت عنوان : ” متفرقات ” منسوباً إلى المحامي الأمريكي المدعو (فولك) ” فما سبب الدعوى وماذا يطلب ترتيباً عليها ؟ “
2- المحــارة :
– أصل القضية أن الحكومة المصرية زمن مطالبتها بريطانيا بالاعتراف باستقلال مصر ، وإلغاء الحماية – وهو ما حدث عام 1922 – كثمرة لثورة 1919 التي نهض بها الشعب المصري بقيادة سعد باشا زغلول .
– استأجرت الحكومة المصرية هذا المحامي الأمريكي بمرتب شهري قيمته خمس ألاف ريال أمريكي ، نظير إشرافه على الدعاية لقضية استقلال مصر في أمريكا ! وقد استمرت مصر تدفع هذا المرتب حتى يناير 1924، إذ رأى الزعيم سعد زغلول الاستغناء عن خدمات مستر فولك، فأرسل له آخر مرتب ورسالة شكر، ولكن المحامي الأمريكي، ثم زوجته من بعد رحيله أصرا على رفع دعوى أمام المحاكم المصرية تطالب بمبالغ هائلة (603 ألف ريال أمريكي) نظير الجهد ، وبخاصة بعد إعلان استقلال مصر !!
– قدمت هذه المطالبة ضد سعد زغلول ، ومحمد محمود باشا، بصفتهما السياسية : رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب .
– حكم رئيس المحكمة (الإنجليزي) بتعويض ضخم لزوجة المحامي، ولكن ليس بالمبلغ التي جددت المطالبة به . إذ ذكر محاميها أن مصر وقد استقلت فإن (فولك) يستحق مبلغاً محترماً جداً !!
– أما القاضي الذي قرر أن استقلال مصر لم يكن ثمرة من ثمرات المحامي، وإنما هو مجرد مساعد لأداء خدمة أخذ أجره عنها ، فقد اكتفي بأن قرر له مبلغ (62 ألف ريال أمريكي) [ وكانت تعادل في ذلك الوقت 12 ألف و 400 جنيه مصري ] .
– تختم الحولية الرابعة (1927) عرض هذه القضية بعبارة ، لعلها من قلم أحمد شفيق باشا تقول : ” ومهما يكن من الأمر ؛ فإن هناك عبرة في صدور هذا الحكم اليوم [ أي سنة 1927] والسياسة البريطانية تضغط على مصر ضغطا يراه القريب والبعيد ماهية هذا الاستقلال الذي استحق “فولك” ما حكم لورثته به هنا بسبب الحصول عليه “.
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” حوليات مصر السياسية : الحولية الرابعة ” (1927) – تأليف: أحمد شفيق باشا – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 2014 – ص265.