أمام بيت تشرشل !! – 20 نوفمبر 2021
1- اللؤلؤة : أمام بيت تشرشل !!
” أذكر أنني زرت بيت آل تشرشل، الذي شهد حياة جبارها “وينستون تشرشل” رئيس وزراء بريطانيا. حدث هذا منذ نحو خمسة وأربعين عاما. وأذكر أنني انفردت عن باقي زملاء الرحلة، فلم أتجول في أنحاء المباني التي تصنع مستطيلاً ممتداً بين أجنحة متقابلة؛ إذ اكتفيت بمشاهدة واجهة البناء، والقاعة المدخل الفارهة، ومعروضات ما يمكن أن يعد فاترينة ضخمة مكشوفة عبر الزجاج بمساحة ثلاث غرف تقريباً ”
2- المحــارة :
– استولى عليّ طابع التأمل، فظللت شاخصاً أمام تلك الغرف ذات الواجهات الزجاجية، المفتوحة على الشارع، أدقق في محتوياتها. كان في جانب منها “معطف” عسكري عليه بقع قديمة من الدم، وقد كتب تحت المعطف إنه يخص تشرشل في “حرب البوير” – وهي معارك نشبت بين بريطانيا والمستوطنين الهولنديين، الذي توطنوا في جنوبي أفريقيا، وقد انتصر البوير على القوة البريطانية في تلك الحرب !!
– في جانب آخر من تلك الغرف ذات الواجهة الزجاجية الممتدة، طاولة اجتماعات ضخمة، وقد عُرفت بأنها تخص مكتب تشرشل، حيث كان يعقد اجتماعاته . أذكر أنني قلت عند مشاهدتها بصوت مرتفع : ها هنا اقتسموا وطني، وشربوا دمي !!
-أما المشهد العام الذي يشكل طبيعة الموقع والشخصية، فأهم ما فيه: صوت دوي مدافع مستمر ، ولكنه لا يحجب سماع صوت تشرشل يلقي خطاباً ، مع تطاير درجة من الدخان الخفيف بما يقرب صورة معركة حربية، والأصوات التي تشكلها، في حين يخترقها خطاب تشرشل بصوته الجهوري دون توقف .
– سألت مرشدنا السياحي عن المشهد، فأخبرني أن ما نشاهده “عرض مستمر طوال فتح المتحف الخاص بتشرشل لاستقبال الجمهور ”
– المعروف أن الداهية البريطاني هو الذي (استدرج) أمريكا – القوة العالمية الصاعدة – ليوقع بينها وبين هتلر؛ إذ أدرك ذاك الداهية أن الحلفاء – دون أمريكا – لن يستطيعوا هزيمة دول المحور .. وقد كان !
– أتذكر هذا المشهد بين حين وآخر . قد أشمت ببريطانيا العظمى إذ يهزمها الفلاحون الهولنديون المستوطنون في جنوبي أفريقيا (حرب البوير 1902)، وأعجب لماذا لم يهزمها أصحاب البلاد أنفسهم ؟!
– أتذكر هذا المشهد حين يتناهى إلى السمع، أو ترى العين مظاهر إهمال تراث شخصياتنا القومية في مستوياتها التاريخية الوطنية، أو الفنية الثقافية .. إلخ . وآخر ما تجود به (الإبداعات قصيرة النظر) اكتساح المقابر ذات المعنى التاريخي، لمد طريق أو لتشييد كوبري ، وأخرها قبر الملكة فريدة، التي أحبها شعب مصر .. ولا يزال !!
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من خواطر وسوانح صاحب اللؤلؤة .