قصيدة : العيون الناعسات – 29 نوفمبر 2021

قصيدة : العيون الناعسات – 29 نوفمبر 2021

الصيد السمين .. من معجم البابطين (126)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الغزل .. في إطار الحقول المعرفية !!
العيون الناعسات
نــزه الطـــرف يا أخــا الإينــاسِ .. بين وردٍ مــن الخــــدود وآسِ
وتـــأمل فيـــروز حســـنٍ وشــامٍ .. في صحاف الياقوتِ والألماسِ
وتغـــزل مــــــن المهـــا بعيــونٍ .. ناعســـاتٍ، ومـــا بهــا نُعـاسِ
وتهتـــك بكـــــل هيفـــاء يُــزري .. بالقنـــا غصـــن قـدها المياسِ
إن بـــدت تنجلـــي فـــبدر تمـــامٍ .. وإذا ما رنـــتْ فظبــي كنـــاسِ
في رياض تفني الهموم وتحيـي .. بالمســـرات أنفـــس الجـلاسِ
كملــــتْ بهجــــةً فــــزهر ربـاها .. مُـــذهب للغمــوم والــوَسواسِ
وغديرٌ يسمــــو بكــــوثـــر مـاءٍ .. جـــل عــن أن يقاس بالمقياس
سيما المسبح النضير مع الجسـ .. ـر المحــادي لـدوحة الميماس
ومُدام في الروح والجسم تسري .. ســـريان الصباحِ في الأغلاس
ونديمٍ بحســـن لطـــف وظـــرفٍ .. قد كســا الكاس بهجة الإيناسِ
أدعج الطرف، أبلج الوجه ألمى .. أفلــج الثغــر ، عاطر الأنفاسِ
* * *
شاعر القصيدة: أمين خالد الجندي (1766 – 1840)، عاش في حمص ودمشق، وحلب وطرابلس، وزار مصر .
•القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 12 بيتاً ) ، وهي من ( بحر الخفيف ) .
•تعبر القصيدة عن “مفهوم الشعر”، و”وظيفة الشاعر” قبل عصر النهضة الثقافية/ الفنية الذي جرى العرف النقدي باعتبار الشاعر البارودي ممهداً له، ومؤثراً فيه .
•هذه القصيدة القصيرة تبدأ بدعوة موجهة إلى (أخا الإيناس): أي طالب الأنس، و(الفرفشة)، ومن ثم فإنه يحاول أن يجمع في هذا السياق المحدود جداً ، قدر ما يستطيع من مباهج الطبيعة، وجمال المرأة ، وهذان الجانبان – بما بينهما من تلازم – يمثلان العنصر (الشعري) الوحيد في هذه القطعة !!
•لقد جمع الشاعر في اثنى عشر بيتاً بين جميع الحقول المعرفية، وحاول توظيفها لتصنع تأثيراً موحداً، أو متقارباً، ولكن إلى أي مدى حققت له المنظومة القصيرة هذا الهدف ؟
•أما الحقول المعرفية، فتبدأ بالنبات : الورد والآس – ثم المعادن الثمينة : الفيروز ، والياقوت، والألماس – ثم الحيوان : المها، والظبي في الكُناس – ثم الطبيعة : البدر ، وأخيراً : المياه في الغدير، وفي المسبح كذلك .. وفي الختام : يضع هذه التوليفة العجيبة في مجلس فيه المُدام ، والنديم أدعج الطرف، عاطر الأنفاس !!
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع – ص618 .

اترك تعليقاً