قصيدة : رثاء مغنية حسناء قُتلت حرقاً – 27 ديسمبر 2021

قصيدة : رثاء مغنية حسناء قُتلت حرقاً – 27 ديسمبر 2021

الصيد السمين .. من معجم البابطين (130)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من زاوية التعاطف مع المأساة !!
رثاء مغنية حسناء قُتلت حرقاً
عشتِ عيش الأزهار في الجناتِ .. وتـــوليتِ فـــي ربيــع الحيــاةِ
حلـــوةٌ عيشـــة الـــزهور ولكن .. لا تطـــول الحيـــاة بالـزهراتِ
كنــتِ بيـن الحسان ورداً نضيراً .. باسم الثغر ، ضـــائع النفحاتِ
فتنـــاثرتِ ورْقــــةً بعـــد أخـرى .. وسكـــنت الثـرى مع الذابلاتِ
مــا لعادِي المنون يعبث بالحسـ .. ـن ولا يـــرعى رقــة الآنساتِ
فتكــت كفـــه بــــوجـــه جميـــلٍ .. وعيــــونٍ فـــــواتر فاتنـــــاتِ
كنـــتِ فــــي هـــذه الحياة ملاكاً .. مــا عهدنا الأملاك بين الرفات
………
صــوتك العـذبُ كان للناس أنساً .. وعليــــك استهــــل بالآفــــاتِ
وضحـــايا النبــوغ في كل أرضٍ .. كـــل يـــــومٍ تُعـــد بالعشــراتِ
يا حَمام الرياض غابت عن الرو .. ضِ، فكـــوني لفقــدها نائحاتِ
وانـــدبيهـــا بكــــل لحـن شجـي .. واهتفي في الآصال والغدواتِ
وانـــزلي فـــوق قبرها ساجعاتٍ .. فعســـاها تـــرتـــاح للسجعاتِ
…………..                                                          
* * *
شاعر القصيدة: محمد سعيد الخلصي (1898 – 1962) ولد في تونس العاصمة ، وفي ثراها ثوى .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 27 بيتاً ) ، وهي من ( بحر الخفيف ) .
• تعد هذه القصيدة نموذجاً موفقاً لرثاء (أنثى) تشتغل بالفن (الغناء) ، فقد حرص الشاعر على إظهار جمال أدائها في مهنتها الغنائية ، بأن أعاد انتماءها للطبيعة ، وتغاضى تماما عن التصوير الحسي لشخصها، وبذلك استحالت عند المتلقي إلى فن خالص .
• في المقطع المحذوف وسط القصيدة، وصف مشهد مصرعها بطريقة مؤلمة، كان يمكن الاستغناء عنها، ولكن يبدو أن مصرعها كان نتيجة تدبير من خصومها ، وقد عادل هذا بأن أظهر اعتزاز وطنها (تونس) بإبداعها .
كنت فخرا لتونس كلما كا .. نت تباهي الأقوامَ بالمنشداتِ
إن تموتي فإن ذكراكِ خا .. لدةٌ فــي النشـــيد والنغمـــاتِ
• قد يعاني الشطر الأخير من قلق في المعنى – رغم دقته – مع هذا ظلت القصيدة وافيةً بالرؤية التي تليق بأهل الفن !!
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد السابع عشر – ص747 .

اترك تعليقاً