قصيدة : من وراء الزجاج – 3 يناير 2022

قصيدة : من وراء الزجاج – 3 يناير 2022

الصيد السمين .. من معجم البابطين (131)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من أحلام اليقظة !!
من وراء الزجاج
نفـــرت كــالريــمِ غُنجاً ولقد .. ورَّد الخـــدُ احمـــرارُ الخجـلِ
وأشـــاحت بـــــدلال ورنــت .. تبعثت الحتــف بسِحــر المُقل
تتـــوارى كقطـــــاةٍ راعهـــا .. في غدير الروضِ ظلُّ الأجدلِ
وانــزوت خلــف زجاج لامعٍ .. وغـــدت تلهــو بشتــى الحيل
تـــارةً تبـــدو وطوراً تختفي .. فتثيـــر الشـــوق بعد الــوجل
خطرت كالغصنِ في مشيتها .. وهـــي تـــزدانً بأحلى الحُلل
في يديهــا بــاقةٌ من نرجسٍ .. وبعينيهـــا بــــريق الجــــذل
وبِفيهــــا سلسبيــــل ســـائغٌ .. ورحيقٌ من طِلى “قُطربُّــل”
يُبرئ الأخرس والأعمـى إذا .. رشفــــاه مــــن فــــمٍ مشتعل
يا عروس القصرِ رفقاً بفتى .. عبثـــت فيــــه جميـــع العــِلل
صعقتني مذ بدت في تيههــا .. واختفــت عنــي زهور الأمل
ضحكت مذ أبصرتني هائمــاً .. بفــــمٍ خمــــرتــه كالسلـســلِ
وأشارت لي بطرف ناعـــسٍ .. وهي من فرط الحيا في شُغل
…………..                                                            
* * *
شاعر القصيدة: محمد رضا سلمان (1908 – 1987) ولد في مدينة النجف (العراق) وفي ترابها ثوى .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 23 بيتاً ) ، وهي من ( بحر الرمل ) .
• يختار المطلع لحظة/صورة نادرة، ذات طرافة واضحة: فتى عاشق – وفتاة معشوقة، يفترض أنها خلف زجاج شرفتها، على أن عين العاشق الرقيب لا تفلتها .
• وهكذا ينمو المشهد من خلال المشاركة/المداعبة/المشاكسة ، حتى يلتقيا ، فيذهبا إلى إحدى الحدائق، وهناك على العشب : اطضجعا وتبادلا القُبل ، ونعما باللثمِ ، ثم …. صحى من منامه في البيت الأخير :
غير أن الحلم قد زال وما .. زال لا يرجع في اليقظة لي
• هذه القصيدة تأخذ منحى / سياق القصة القصيرة ، التي ترسم مشهداً ساكناً ، ثم تطوّره إلى أن يبلغ المدى ، فنفاجئ – بدهشة النهاية – أن كل ما جرى لم يكن أكثر من حلم ، أو أمنية مكبوتة ، تطارد العاشق .
• في القصيدة – وهي في الغزل – بعض الصور الجافية، مثل : تشبيه الفتاة بالقطاة؛ فإذا فطنت لمراقبته هربت كما تهرب القطاة من الصقر (الأجدل)، فالحال هنا مختلفة تماماً، وكذلك حين يعبر عن مفاجأته بأنها (صعقتني) فهذا من العبارات المبتذلة المألوفة غير الدقيقة .. إلخ .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد السابع عشر – ص629 .

اترك تعليقاً