الكتابة الجوانية – 13 يناير 2022
هامش (48 ):
الكتابة الجوانية !!
من الآراء النقدية الطريفة، التي قد تغير الكثير من قناعاتنا السابقة، المتعلقة بمواقف الأدباء المبدعين من القضايا التي يطرحونها في إبداعاتهم، والشخصيات التي تنتسب إليها هذه القضايا .. ما قرأته منسوباً إلى الناقد ” كنث بيرك” [وهو من نقاد النص الأول من القرن العشرين]، وينضوي نقده تحت (التفسير الرمزي)، إذ يعد الأدب في جملته: ” عملاً رمزياً “، كما يعد أي إبداع أدبي بمثابة جملة واحدة، امتدت واستطالت !!
أما الجانب الأكثر إثارة في تفسيراته لسيكولوجية الإبداع والمبدعين، فيتجلى في تمسكه بفكرة أن الأديب المبدع (يجيد) في تصوير وسبر أعماق ما يؤمن به ، وما يتمثله في دخيلته !! ومن ثم فقد نجد كاتباً ما، في رواية ما، أو في مسرحية ما، يشيد بالأخلاق الفاضلة، وبالأمانة، وبالوطنية .. إلى أخر هذه المنظومة السامية، غير أن تعبيره عنها يبدو في حدود المألوف، أو الفاتر، أو المبهرج . في حين أن تصويره وتحليله للشخصيات الأخرى المضادة للفضيلة والأمانة والوطنية، يأتي متقناً ، عميقاً ، مؤثراً .. هنا يرى “كنث بيرك” أن هذه الإجادة إنما تنبع من أخلاق الكاتب نفسه ، فهو يجيد تصوير ما يؤمن به، وليس ما يعلنه ويعلي من شأنه . فهذا الأخير لا يعبر عن دخيلته ، وإنما عن تصوره لما يرى فيه الرواج !!
