قصيدة : تحية يا مسيح الله – 24 فبراير 2022
الصيد السمين .. من معجم البابطين (134)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
“يا نائح الطلحُ أشباهٌ عوادينا “..
تحية .. يا مسيح الله
مـــا بالُ دمعــكَ لا ينفـــك منسكبـاً ؟ .. وما لـروحك تشكو الهــم والنصَبَا ؟
ومــــا لقلبـــــك بالآلام تــــــوهنــــه .. وكـــم تكَتــــم جـــرحاً بالدم اختضبا
كفكــف دمــوعك واحبسها على جَلَدٍ .. فلستَ وحـــدك فــرداً تحمل التعبا !
* * *
كفكـــف دمـــوعك في ذكرى مباركةٍ .. في يوم مولد عيسى، من سما رُتبا
وقـــم تحـــــدث إلى الدنيـــا وآهلهـا .. عـــن المسيــــحِ وعـن آياته العَجَبا
وارو القلــوب العطــاشى عن مآثره .. فالدهر يصغي .. فغرد فيه ما عـذُبا
* * *
ماذا أحــدث عن عيســى ودعوتهِ ؟ .. وأصلــــه قـــد علا، فوق العُلا نسبا
مـــاذا أقـــول بشعري فيهِ ممتدحاً ؟ .. والله قـــد خصـــه بالفضــلِ منذ حبا
“عيســى” أجَلّ مقـــاماً من مدائحنا .. مهما نحاول .. لا، لن نبلــغ السُحُبا
* * *
“عيسى” أناجيك في ذكراك من كبِدٍ .. دامٍ ، يُكَتـــم جــــرحا فـــيّ مختضبا
تجيــــش فـــي الصـــدرِ آلام تمـزقهُ .. فأكتم السهم، تلو السهمِ ، واللهبـــا
يابن البتـــول إذا مــا ذُبــت من كمدٍ .. فــلا تلمنــي .. فدمع العين قد نضبا
* * *
شاعر القصيدة: محمود الأفغاني(1912 – 1978) ولد في مدينة يافا (فلسطين) ، وتوفي في عَمان (الأردن) ، كان يعمل في تجارة التحف والمسكوكات الشرقية .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 24 بيتاً ) ، وهي من ( بحر البسيط ) .
• سبقت الإشارة – في عدد من القصائد المختارة آنفاً – إلى ظاهرة مديح النبي محمد – صلى الله عليه وسلم بأقلام شعراء يدينون بالمسيحية، وغالبيتهم من لبنان، وغالبيتهم كذلك من شعراء المهجر، وهذه الظاهرة أبرزها المعجم، وتستحق عناية خاصة في مؤلفٍ خاص.
• بالمثل نجد استحضاراً وتمثلاً، واستنجاداً بشخص المسيح – عليه السلام – لشعراء مسلمين، في مناسبة استهلال (الميلاد) . وهذا الشاعر الفلسطيني الذي عاش في وطنه عدد سنين، كما عاش في مهجره الأردني سنين أخرى ليست بالقليلة، ينبهه ميلاد المسيح إلى معاناته، وصبره ، ثم نصره وقيامته بعد موته !!
• هذه الحال التي يستحضرها الشاعر الفلسطيني يستنجد بالسيد المسيح أن تكون لفلسطين “قيامة” – بعد “الموت” الذي نزل بها حين تحولت الأحوال .
• في القصيدة – بصورتها الكاملة – دعوة إلى صحوة عربية ، تستلهم حياة المسيح وبعثه بعد الموت ، ودعاء إلى الله أن يعيد أهل فلسطين إلى وطنهم بمنه وفضله .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد التاسع عشر – ص476 .