من قصيدة : الخروج من اليمن .. السجن الكبير – 1 مارس 2022
الصيد السمين .. من معجم البابطين (135)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
شاعر التحولات الكبرى !!
من قصيدة : الخروج من اليمن .. السجن الكبير
خرجنا من السجنِ شُم الأنوفِ .. كما تخرج الأُسدُ من غابها
نَمــر علـــى شفـرات السيوفِ .. ونأتـــي المنيــــة من بابها
ونأبـــى الحيــــاةَ إذا دُنـســـت .. بعســـف الطغــاة وإرهابها
ونحتقــــر الحــــادثات الكبـــار .. إذا اعتــــرضتنــا بأتعـــابها
ونعلــــم أن القضــــا واقــــــعٌ .. وأن الأمـــــــورَ بأسبـــابها
ستعلــــــم أمتنـــــــــــا أننــــــا .. ركبنــــا الخطـوبَ حناناً بها
فإن نحــــن فــــزنا فيـــا طالما .. تــــــذل الصعـــــاب لطلابِها
نهضــــتَ لتخـــريب عمـرانها .. وقمــــتَ لتحطيـــم ألبــابِها
ووطدت عرشك فـــوق القبورِ .. وأزعجـــت رِمــة أصحابها
وشـــيدت مملكــــــة للفنــــــــا .. تقــــوم القيـــامةُ مــن بابِها
ألـــم تخـــش من أمةٍ أصبحتْ .. إليــــك تُكشـــــرُ مـن نـابها
وتــــزأر غضبــى زئير الأسودِ .. وأنــــتَ الملــومُ بإغضابها
ستلقـــى مغبــــة ما قد صنعتَ .. وتجني المخالبَ مـن غابها
* * *
شاعر القصيدة: محمد محمود الزبيري (1919 – 1965) ولد في صنعاء وفيها توفي، وعاش مراحل من عمره في السعودية ومصر وباكستان .
•المختار من القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” ( 13 بيتاً )، وهي من ( بحر المتقارب) . أما جملتها فتبلغ (39 بيتاً ) .
•سأغادر النمط المألوف في عرض مختارات المعجم، لأن لي مع هذه القصيدة المختارة ارتباط نفسي ومنهجي ، أجد من الصعوبة أن أتجاوزه ، وإن يكن في هذه المساحة المحدودة .
•البداية : أن مؤسسة البابطين كلفتني بإعداد دراسة لأحد مؤتمراتها عن أربعة من شعراء الجزيرة والخليج ، هم بترتيب تواريخ ولادتهم : خالد الفرج (الكويت) – محمد محمود الزبيري (اليمن) – عبد الرحمن بن قاسم المعاودة (البحرين) – عبدالله بن علي الخليلي (عُمان) .
•كان الزمن المتاح ضيقاً جداً ، غير أنني قبلت التحدي ولم أعتذر، وقد خضت غمار دواوين هؤلاء الشعراء الأربعة –على صعوبة ذلك – ولكن تبقى عقبة اختيار المنهج الملائم لبسط التعريف بحيواتهم، والتمثيل بما يتميز به كل منهم في شعره .
•بعد مراودة ومراجعة طويلة، انتهيت إلى أن هؤلاء الشعراء الأربعة يتفقون في صفات مشتركة – وأن ثلاثة منهم يشتركون في صفات غيرها ، وأن شاعرين من الأربعة يشتركان في صفات تجمع بينهما ، وأن لكل شاعر من هؤلاء الأربعة صفة انفرادية يتميز بها فنه الشعري !!
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد التاسع عشر – ص 92.
كتاب : الشعر والقومية – الناشر : رابطة الأدباء في الكويت – 2000 .
