العشق في اتجاه واحد !! – 19 مارس 2022
1– اللؤلؤة : العشق في اتجاه واحد !!
” آه يا فيرمينا.. انتظرت هذه اللحظة نصف قرن كي أؤكد لكِ مرة أخرى وفائي التام، وحبي الأبدي لكِ “
2- المحــارة :
- هذه العبارة قالها “فلورنتينو أريثا” – بطل رواية “الحب في زمن الكوليرا” ، وقد وجهها إلى حبيبته القديمة التي جافته نصف قرنٍ ، كانت في المدى الطويل منها زوجةً سعيدة، عظيمة الاعتبار، والاعتزاز بنفسها، للطبيب المهم “أوربينو خوبينال” .
- رواية “الحب في زمن الكوليرا” ذات تركيب بنائي عجيب ، ومثير ، وتحتاج إلى قراءة لمرات متتابعة ، حتى تكشف عن جمالياتها المميزة ، ولكن تلفتني فيها – بوجه عام – أنها تمثل العقلية الغربية، في تصميمها وواقعيتها، وفي هذين الأمرين تختلف قصة العشق الغربية ، عن قصة العشق الشرقية ، أو لنقل : العربية – بوجه خاص .
- كان عامل التليغراف الشاب “فلورنتينو أريثا” عاشقا للتلميذة الصغيرة “فيرمينا داثا” ، وقد أخلصت له الحب ، إلى أن رأت الدكتور “خوبينال” ، فأنكرت صاحبها القديم تماماً . ومع أنه ظل متعلقاً بها، ومصمماً على إستعادتها ، ولو بعد وفاة زوجها ، وقد فعل ، فإنه لم يقض حياته متبتلاً في محراب حبه الأول – على طريقة العاشق العربي – وإنما عرف كل مستويات الحب ، وطرائقه الطبيعية، والنادرة، والانتهازية، والشاذة .
- كان من بين هذه الصبوات: عشقه لتلميذة صغيرة ، وضعتها الظروف تحت وصايته اسمها “أمريكا” وبمجرد أن استطاع الانفراد بها – هذا الشيخ فوق الخمسين- أخضعها لطبائع شهواته ، حتى بلغ أن تحولت هي إلى التعلق به ، والحرص على علاقتها معه !!
- استدعت هذه العلاقة (الشاذة) بحكم السن، عبارة قالتها “سلوى” في رواية محمود تيمور :”سلوى في مهب الريح”، وقد لعب بها الباشا الاقطاعي، وهي فتاة غريرة، وتعلقت به مثل (أمريكا وفلورنتينو)، حتى قالت سلوى للباشا العجوز : قبلني يا قاسي القلب !
- أتذكر هذه العبارة ” قبلني يا قاسي القلب” بكثير من الألم إلى اليوم، تقولها فتاة صغيرة لشيخ عجوز، وقد قرأتها منذ سبعين عاماً، فلم تبارح ذاكرتي لغرابتها، حتى (صُدمت) بعلاقة “فلورنتينو أريثا” العجوز ، والفتاة الصبية “أمريكا” .
- أحاول أن ابحث عن مسوغ لهذا التعلق ، فلا أجد ، غير أن فنون الرواية سجلته ، ولم تستهجنه !!
- تُرى لو كان الأمر على العكس، ونشبت علاقة العشق بين امرأة متقدمة في العمر، وإن تكن جميلة، وبين فتى يافع ، هل كان لها نفس المذاق ؟!
3– الهيــر :
– اللؤلؤة من رواية :” الحب في زمن الكوليرا” – غابرييل غارثيا ماركيز – ترجمة : احمد مجدي منجود – دار آفاق – 2016– ص81.