شخصية مصر (78) – 10 ابريل 2022
[ ” شخصية مصر” : كتاب مؤسس لا يكفي أن نردد عنوانه معجبين، الأهم أن نعرف محتواه ، لنعرف أنفسنا، وحدود ما نملك من إمكانات على أسس علمية . وهذا ما نقدمه عن طريق : ]
سين و جيم [78]– مع جمال حَمدان
ويمضي الدكتور جمال حَمدان لتعقب أقاليم الصحراء الشرقية [ص487] بتفصيل وتدقيق علمي ، وفاءً للتخصص . غير أننا نجد في هذا التفصيل معنى – إضافيا – يليق بشخصية “جمال حَمدان” ، ونزعته الوطنية العميقة الوفية ، التي لا تقف عند حدود الشعارات أو المعرفة السائدة ، بل تسعى إلى أن تتأصل هذه الوطنية ، وهذا الإيمان بالشخصية المصرية ، على أساس من المعرفة !
ولعلي أتأمل هذه الأسماء/الأقسام/الأقاليم الصحراوية التي سيتناول فيها جغرافية الصحراء الشرقية المصرية ، فأتساءل : ما العلاقة بين معرفة الأسماء ، ومعرفة الوطن ، أو المعرفة بالوطن ؟ فأجد تلازماً حقيقياً بين المعرفة التفصيلية ، والحماسة للوطن، والحرص على كافة مكوناته “أجزائه” . إن” مصر” في جملتها وطنٌ مقدس ، عزيز على أهله في كل ذرة من ترابه أو رماله ، ولكن هذا الإيمان القدس حين تأخذ طابع الإجمال ، يظل منقوصاً أو هائماً في المعنى المطلق للوطن . أما حين يتأسس على تفاصيل وأسماء وعلامات ، فإنه من الصعب جداً على أي وجدان وطني ، أن يقبل التهاون في شبر واحد !