من قصيدة : مدح جمع المؤنث السالم – 12 ابريل 2022
الصيد السمين .. من معجم البابطين (137)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
النسوان .. وما أدراك !!
من قصيدة : مدح جمع المؤنث السالم
أيا معشرَ النّســــوان أنتنّ في الدنا .. لســــائر أبنــــاء الورى غاية المنى
ينالــــون منكــــنّ المتــاعب والعَنا .. وليــــس لهــــم عـــن جنسكنّ غَنّاءُ
* * *
إليكــــنّ تنقــــاد الســـلاطين طاعةً .. ولا تستطيـــع الصّبـــر عنكنّ ساعةً
ولا تـــرتضـــي إلا لكــــنّ شفــاعةً .. إذا النــــاسُ يـــومًا أذنبـوا وأساءوا
* * *
فكـــم مــلكٍ تخشى لِقاهُ ذوو الحِجا .. إذا مــــا رأوه بالـــــوقـــار متـــوّجا
تلاعبه الحسنـــاء منكنّ في الدّجى .. وتضــــــربه بالكــــفّ حــــيثُ تشاءُ
* * *
وكـــم عــــالمٍ فيـه الأنامُ قد اهتدتْ .. وصلّتْ صفوفًا خلفه الناس واقتدتْ
تُهيِّجــــه ذات الجمـــــال إذا بــدتْ .. وليــــس عليهـــــا بــــرقعٌ وغطــاءُ
وكم من شجاعٍ ترهب الأُسْـدُ بأسَهُ .. ويسقـــي أعــاديه من الحتف كأسَهُ
يطأطِـــئ عـــند النـوم للغِيد رأسَهُ .. وهـــــذا لعَمْـــــري للكُمـــــاة بـــلاءُ
* * *
شاعر القصيدة: محمد نجيب مروة (1879 – 1956) ولد في قرية الزرارية ، وتوفي في قرية عين الزط (جنوبي لبنان) وعاش في لبنان وإفريقيا، كان يعمل واعظا ومرشداً ، ثم انتقل إلى التجارة .
• المختار من القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” ( 10 أبيات )، وهي من ( بحر الطويل ) .
• ينتمي الشاعر إلى “بيت مروّة” المشهود لهم بالثقافة ، والانتماء القومي .
• القدر المتاح من هذه القصيدة ينم على ميلٍ إلى دعابة ، وإثارة طرافة ، والقدرة على التصوير الساخر ، وكأنما يرسم الشاعر مشاهد كاريكاتير ، ولكن بالكلمات ، وهي في هذا المنحى نقيض القصيدة السابقة ، التي صورت بشاعة ما تلقى النساء من ظلم الرجال .
• في هذه القصيدة يتجه الحديث إلى (معشر النسوان) ومع ما في لفظ “النسوان” من صحة ودقة لغوية ، فإنه يكتسب معنى اجتماعياً لا ترتضيه المرأة ، ولا تقبل به ، وتراه يمس كرامتها ، واتزانها . ومع هذا استمر الشاعر في وصف مشاهد تسلطت فيها نماذج من النساء في مواقف (خاصة)، أتاحت لهن التحكم في أقوياء الرجال !!
• انفردت هذه القصيدة بنسق خاص في التقفية ، إذ تشكلت من مقاطع ، انفرد كل منها بنسق مستقل في ثلاث أشطار ليعود الشطر الرابع إلى القافية التي بنيت عليها هذه المقاطع .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد التاسع عشر – ص 270.