كأنك تعطيه الذي أنت سائله !! – 5 يوليو – 2022

هامش (60):

كأنك تعطيه الذي أنت سائله !!

هذا شطر بيت مشهور للشاعر الجاهلي زهير بن أبي سُلمى، وتمام البيت :

تراه إذا ما جئته متهللاً     كأنك تعطيه الذي أنت سائله

وهذا البيت في إحدى قصائد “زهير” التي قالها في مدح “هرم بن سنان”، وكان هذا الرجل بلغ حد الإسراف في منح المال والعطايا للشاعر، حتى قال عبارته المتداولة : إنه سيمنح زهيراً من عطاياه كلما ألقى عليه السلام ! حتى لقد زعموا أن زهيراً امتنع عن مخاطبة ممدوحه، حتى لا يبادر إلى إهدائه، فكان إذا أقبل على مجلس هو فيه، ألقى السلام على جملة الحاضرين، ثم أضاف عبارة : إلا هرماً، وخيركم استثنيت !!

 أما النقاد ، فهو رأوا في هذا البيت أعلى مستويات المديح، لأنه وصف المانح بالفرح، والرضا عما منح، وكأنما هو الآخذ وليس المعطي !!

 وقد يكون للنقد التفكيكي قول آخر في هذا البيت نفسه، وما تضمن من وصف الممدوح؛ إذ يرى أن المعطي – حال سماحة نفسه وسخاء عواطفه، ورضاه عما يعطي … هو في موقع أعلى مرتبة من ذلك الفرح (أو التهلل) الذي يتسم به وجه الآخذ الذي تعود أن يكون في موقع التلقي !!