عد النجوم إن استطعت !! – 3 سبتمبر 2022
هامش (64):
عد النجوم إن استطعت !!
من تقاليد الدعاء الموروثة التي كانت تزجي للفرعون: أن يطيل الإله بقاءه ، ويمد في أيام عمره ، حتى يسود البجع ، ويشيب الغراب، وتسير الجبال ، وينعكس مجرى النهر، وأن يصبح له من رزق الدنيا بقدر ما على الشاطئ من رمل ، وما على السمك من قشر، وما على الأنعام من شعر، وأن تكون أعياده بقدر ما على الطير من ريش، وما على الشجر من ورق !
هذا الأسلوب الذي لا أتردد في وصفه بالسخافة، والبلطجة ، والاستحالة، يستدعي إلى ذاكرتي أدعياء التقوى ، والورع في زماننا ، حين يرغبون في إعلان التسبيح بلا نهاية، فيقولون على سبيل المثال : سبحان الله عدد الرمال ، وعدد النجوم ، وعدد أوراق الشجر.. إلخ ، فكأن العدد يتضاعف دون جهد، ودون تأمل، ودون معنى يخلفه في النفس .
هنا أتذكر النكتة القديمة، وفيها سأل شخص شخصاً آخر عن عدد النجوم في السماء ، فضرب له عدداً عشوائياً ، وليكن مائة مليون وسبعمائة وخمسين ألفاً وثلاثاً وعشرين نجماً ، فعاد السائل يقول له : كيف أحصيتهم ؟ وهل أنت صادق في هذا العدد ؟ فأجاب : في استطاعتك أن تراجعه وتتأكد بنفسك !!