البطل المعلوم – 8 أكتوبر 2022
هامش (72):
البطل المعلوم !!
اخترعت دول أوروبا المتحاربة مصطلح “الجندي المجهول” ، وأقامت له التماثيل تعزية لآل الضحايا من الجنود، الذين جلبوا من المستعمرات، ومن أبناء هذه الدول ذاتها، ولم يمكن تحديد شخصياتهم لأسباب مختلفة .
ولكن : عندنا – في حروبنا العادلة، لا شيء مجهول، فكل ما نفعله معلوم، معلن، محدد، مسجل مذكور .
احتفلنا أول أمس بذكرى السادس من أكتوبر (رقم 49) ، واستدعيت من الذاكرة أسماء القادة والأبطال، ولا أدعي أنني تعقبت كافة ما ذُكر، غير أني أجد في نفسي حافزاً قوياً للإشادة باسمين ، بطلين، معلومين، غير مجهولين، كل منهما يعادل “أمة وحده”: المهندس اللواء باقي زكي يوسف؛ الذي استدعت خبرته المباشرة استعمال طلمبات المياه في كسر شموخ وغرور خط بارليف ، فكان هذا أول عوامل تحقيق النصر .
والثاني : الجندي أحمد إدريس (النوبي) البطل، الملهم، الذي كان سائقاً لأحد القادة، فسمعه يشكو من قدرة العدو على اكتشاف شفرات الرسائل المصرية، فاقترح هذا الجندي العبقري، بفطرته النقية، ووطنيته العالية – أن تكون اللغة المتبادلة في الرسائل الشفرية هي اللغة النوبية، التي لا علم للعدو بها، وهكذا حافظ على سرية قومه .. بارك الله فيه .
فهؤلاء الأبطال : “باقي” و “أحمد إدريس” ألا يستحق كل منهما تمثالاً في أحد ميادين المدن الجديدة، التي ما كان لها أن تظهر لولا أن أتاح الله لهم ما لم يتح لغيرهم من عباد الله ؟!