الإنسان .. والحجر !! – 27 أكتوبر 2022
هامش (75):
الإنسان .. والحجر !!
في برنامج عن كنوز الرومان – على شاشة إحدى قنوات التليفزيون – رأيت كيف أن إمبراطوريتهم امتدت إلى ما يطلق عليه الآن “الجزر البريطانية”، وكان العمال يقطعون أشجار الجبل، ويراكمونها في هيئة سور مرتفع لحماية الإمبراطورية من هجمات قبائل الشمال المناوئة .
كانت الأحجار الضخمة – لا تختلف حجماً، أو شكلاً، أو مادةً عن أحجار الهرم !! ومع ذلك ، بالتأمل، بدا لي الفرق كبيراً جداً : بين قدماء المصريين الذين بذلوا جهدهم وعرقهم في تقطيع الأحجار ، وجرها ليصنعوا هرماً يُدفن فيه فرعونهم ، وبين شعب آخر (الرومان) يقطع الأحجار ويراكمها ، ليحمي كيانه السياسي والحضاري .
أوصلتني المقارنة إلى شيء من الحزن ، وبعض الانكسار لاختلاف الطبائع، ومن ثم اختلاف السياق الحضاري ، ما بين إقامة هرم، وتشييد صرح حماية للدولة ، وليس للفرد، حتى وإن كان فرعوناً !!
مع هذا .. حمدت الله كثيراً ، فالأحجار تتعدد وتتدرج ، فتصل أحيانا إلى مالا تحمد عقباه : فهناك حجر الطاولة ، وحجر الشيشة، وحجر الجوزة، وحجر الطوب في الخناقات، والحجر الداير اللي هلبت من لطه !!