شيخ (حارة) النقاد !! – 10 نوفمبر 2022
هامش (78):
شيخ (حارة) النقاد .. !!
سبق أن كتبت – غير مرة – ناعياً السلوك الشرقي ، أو العربي ، أو المصري – إذا شئت، الذي يتشكك في أي نقد موجه ، متسرعاً بوصفه بأن دافعه : الحسد ، والمنافسة ، والرغبة في الوقيعة !! وكأن القصد النزيه ، والرأي الموضوعي، والرغبة في خدمة العمل العام – لا مكان له .
هذا بالنسبة للأحياء ، فإذا وجهت نقدك إلى بعض أعمال ، أو قرارات من ذهب إلى رحاب الله ، اعترضوا على أقوالك ، وعرقلوا نقدك تحت شعار : يا أخي عيب ، الراجل مات، اذكروا محاسن موتاكم .
من ثم : لست أدري متى يتاح لصاحب الرأي، أو من يلاحظ انحرافاً أو نقيصة ، أن يعلن رأيه دون أن يتهم بالعداء الشخصي ، أو بأنه لا يراعي الآداب الدينية .
وهكذا نجد أن كل (ناقد) تقدم به السن ، يوصف بأنه : (شيخ النقاد) ، وكان لي نصيب من هذا الوصف ، بحكم الميلادي ، تقبلته مضطراً ، منساقاً ، غير راغب فيه . إذ أعتقد أن اللقب العلمي الذي أحمله – وهو وصف موضوعي ومستحق لصاحبه – يكفي جداً .
هل أشير إلى التوسع في أن يسبغ الكتاب وصف (المفكر) ، و(المفكر الكبير) على أشخاص من المتصدرين في المناصب، ولا يحملون ألقاباً ؟ فيكون التبرع بأنه (مفكر) بمثابة هدية جميلة ؟ هناك أشياء أخرى أخشى أن يلاحقني بسببها مبدأ : اذكروا محاسن موتاكم !!