الخليفة .. والأديب .. وأنا !! – 16 فبراير 2023

الخليفة .. والأديب .. وأنا !! – 16 فبراير 2023

هامش (90):
الخليفة .. والأديب .. وأنا !!
أستعيد – من ذاكرتي القرائية أنه كان من الكُنى الشعبية التي وصف بها العرب القدماء الخليفة “أبو جعفر المنصور” بأنه : “أبو الدوانيق” – والدوانيق : جمع دانق ، وهو أصغر عملة في ذلك الزمن ، فهو يعادل “المليم” المرحوم في عملتنا العصرية . ومعنى هذه الكناية: أن هذا الخليفة العظيم من بناة الدول، ومؤسسي الحضارة العربية، ببناء بغداد – كان بخيلاً جداً، فلا يمنح الدنانير، كما فعل خلفاؤه، مثل ابنه “المهدي” وحفيده “الرشيد” .
ومما روى “الجاحظ” – في كتابه عن “البخلاء”، أن أحد بخلائه كان إذا حصل على قطعة نقدية، يبادر بإسقاطها في الكيس، ويخاطبها في مناجاة مؤثرة – يطمئن بها هذه القطعة بأنها – في كيسه – انضمت لأخواتها ، وأنها ينبغي أن تأنس بهن، وتطمئن بأنها لن تغادر وطنها (الكيسي) مطلقاً !!
الطريف أن “الجاحظ” – فيما روى عن البخلاء ونوادرهم العجيبة – نبهنا إلى أن البخيل شخص تتملكه نزعة روحية، وليست مادية ، كما يغلب على تصورنا !!
هل أذكر لك أنني استدعي صورة “بخيل الحاجظ” و “الخليفة أبو الدوانيق” إلى ذاكرتي في هذه المرحلة (المتأخرة) من العمر الذي استطال ؟!

اترك تعليقاً