حوار قديم – 8 يناير 2024

حوار قديم – 8 يناير 2024

حوار قديم … !!
أذكر حواراً قديماً (جداً) جرى بين صديق، وبيني .
كان هذا الصديق قد ترمل (فقد زوجته)، غير أنه – بعد عدد من السنين – قرر أن يتزوج، فذكرته بالعبارة المأثورة : “إن ابن الشيخوخة يتيم” !!
والمعنى واضح: أن الأب العجوز لن يتاح له (عادة) أن يربي ولده الطفل، وهذا تحذير من تأخير عمر الزوج، أو الإنجاب في زمن الشيخوخة .
غير أن الصديق أصر على موقفه، وأبدى “رؤية” مناقضة، خلاصتها :
أن هذا الولد الذي سيرزق به في زمن الشيخوخة، هو الذي سيجعله يحرص على التمسك بالحياة، واستراد جانب من شبابه الذاهب. قال الصديق: الطفل القادم هو الذي سيقاوم شيخوخة أبيه، لأنني سأضطر للذهاب معه إلى المدرسة، وانتظاره حتى يغادر، ومصاحبته إلى النادي، وهكذا تتجدد روابط العجوز بالحياة، من خلال هذا الطفل الجديد !!
تأملت هذه الرؤية المناقضة، وأعجبني ما تنطوي عليه من أمل في تجدد العلاقة بالحياة، من خلال الأبناء. حتى لقد تساءلت : أيهما يعطي (الأب العجوز) حافزاً للاستمرار، ومقاومة العجز :
– الولد القادر، الناجح، الذي يحمل والده العجوز على راحتيه، موفراً له كل وسائل الرعاية والراحة، والاكتفاء ؟!
– أم : الولد القاصر، الذي يشعر الوالد، بأنه لابد أن يتماسك، ويتمسك بالحياة، ليظل راعياً وحارساً لهذا الولد القاصر ؟
من فضل الله علينا أنه – سبحانه – قد سبق علمه بإمكانات المصير .

اترك تعليقاً