إعادة اعتبار “بروتس” !! – 18 يناير 2024
إعادة اعتبار “بروتس” !!
“بروتس” أحد الشخصيات القيادية التي تزعمت معارضة “يوليوس قيصر” – ديكتاتور روما العظيم – وتشاركت في طعنه بالسيوف حتى الموت . وبصرف النظر عن وقائع التاريخ؛ فإن الشاعر الإنجليزي الأعظم “ويليام شكسبير” كتب مسرحيته “يوليوس قيصر” ، وقد تُرجمت إلى العربية غير مرة : ترجمها : محمد عواد العسيلي، وراجعها : محمد إسماعيل الموافي – في سلسلة : من المسرح العالمي (الكويتية) – عام 1977، كما ترجمها: العلاّمة الدكتور محمد عناني، ونشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب – عام 1991 .
كانت شهرة “بروتس” أنه الأقرب والأحب إلى نفس القيصر، ولذلك عندما اجتمع المتآمرون ، واستلوا سيوفهم طعناً في قيصر؛ فإنه حاول المقاومة – وكان قادراً عليها – غير أنه حين فوجئ بإقبال “بروتس” لطعنه ، قال جملته الشهيرة : “أو أنت منهم يا بروتس ؟! إذن فقد هوى قيصر” . بمعنى أنه استسلم أمام (الخيانة الشخصية، وإنكار الجميل) .
وقد شاع تعبير “حتى أنت يا بروتس” على ألسنتنا، ونحن طلاب صغار، نتعلق بفنون المسرح، وبخاصة بعد أن ألقت “ثريا حلمي” مونولوجاً مشهورا مطلعه : “حتى أنت يا بروتس” !!
غير أن “شكسبير” – بالعودة إلى النص المسرحي، صحح موقف “بروتس” ؛ إذ نسب إلى “قيصر” بأنه – قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة – وجه الحديث إلى “بروتس” ، فقال له : إن هؤلاء المتآمرين دافعهم الحقد على شخصي .. أما أنت فالوحيد الذي ثار من أجل كرامة روما ، وحرصاً على حق الشعب في الحرية !!