زغاريد الإحراج – 20 يناير 2024
زغاريد الإحراج !!
دأبت بعض الجمعيات الخيرية، وبعض الأحزاب السياسية التي لا نلمس لها أثراً في الشارع السياسي، ووظيفتها الأساسية – على أن توزع بطاطين مجانية لمواجهة برد الشتاء . وهذا عمل محمود في ذاته، والدعاية له مطلوبة لتشجيع، ولفت أنظار المتبرعين المتوقعين، ولكن : الثمن المطلوب ، المعروض بالصوت والصورة : أن المرأة التي تسلمت بطانية ثمنها مائة جنيه ، يجب عليها أن تواجه كاميرا التليفزيون، وتُظهر الابتهاج، وتطلق (زغرودة) رنانة ، وقد تعقبها بالدعاء لأولي الأمر !!
العمل الخيري جميل في ذاته، ومستحق ثوابه ، سواء أُعلن أو لم يُعلَن ، ولكن هذه الزغاريد (المفروضة)- ولو بالإحراج – تحمل معنى الهوان ، بل أقول : الإذلال للمواطن !!
وهذا أمر سيء ، ومحط بالكرامة الوطنية، والإنسانية ، وينبغي العدول عنه، بل ينبغي عدم تصوير الوجوه (الإنسانية) وهي تتسلم التبرع، حتى تتجنب الشعور بالهوان ، وأنها مجرد أداة للدعاية ، بما يُفسد مفهوم العمل الخيري في صميمه .
لو كانت هذه الزغاريد في مقابل إهداء منزل للسكن ، أو فدان للزرع ، أو حتى جاموسة للحليب ، لجاز لنا أن نغض الطرف ..
أما بطانية … عيب يا جماعة !!
هل نجد من يسمع ، ويعي ؟!