عزيزي بروتس !! – 24 يناير 2024
“عزيزي بروتس” !!
هذا عنوان مسرحية كتبها: “السير جيمس باري” – الأديب/ الصحافي/ الروائي / المسرحي، المتوفى عام (1937)، وكان معاصراً للروائي “جون جولزورثي”، والمفكر والمسرحي “جورج برنارد شو” ، والناقد والشاعر “أوسكار وايلد”، كما شهدوا جميعاً أعظم عصور الامبراطورية البريطانية في القرن العشرين .
أما “بروتس” – المذكور في عنوان هذه المسرحية – فإنه ليس إحدى شخصياتها، ولا علاقة له بموضوع خيانة الولي، التي رُمي بها “بروتس” في مسرحية “شكسبير” ، وإنما استخلص الكاتب (جيمس باري) قضية فكرية مهمة ، مؤداها : أن الإنسان حين يقع في مآزق حياتية ، فإنه – عادة أو غالباً – يبحث عن سبب ما حدث له خارج نفسه، وكثيراً ما يعلق الأمر على (القدر)، في حين أن الأمر (كله) كما يراه “باري” صادر عن فكره ، وانفعالاته ، ورصيده من التجارب، وقدرته على قراءة الواقع وتحليله .
فالسؤال الذي يطرحه مؤلف المسرحية : “من الذي يصنع حياتنا ؟ هل هي الأقدار ؟ هل هي المصادفة؟ أم أنه شيء آخر ؟ وإذا كان الذي يصنع حياتنا شيء في نفوسنا، فهل نستطيع أن نبتره؟ ومتى ؟ وكيف؟ ومن هم الموعودون بالتغلب على هذا الشيء المولود فينا ؟ هل هم سائر الناس ؟ أم بعض الناس؟ أو آحاد قلائل من الشجعان ذوي العزائم ؟ “
وهكذا اتخذ شخص “بروتس” التاريخي/المسرحي نموذجاً للقرار، وللعمل الذي لا يمكن الرجوع فيه، أو تصحيحه، مهما تمنى الشخص لو أنه مُنح فرصة أخرى ليغير بعض ما صنع !!
