خطر المقاطعة !! – 31 يناير 2024

خطر المقاطعة !! – 31 يناير 2024

خطر المقاطعة !!
ارتفعت – مؤخراً – بعض الأصوات تطالب بمقاطعة (الدولة الألمانية) لموقفها المؤازر لإسرائيل في عدوانها على “قطاع غزة”، وأهل فلسطين عموماً !!
التحفظ ضد هذا التأييد الألماني للعدو الصهيوني حق، وواجب، ولكن ليس بالمقاطعة (الثقافية، والفكرية) بصفة خاصة، فهذا النوع من المقاطعة يمكن أن يكون سلاحاً موجهاً ضدنا، حتى وإن كان القرار بالمقاطعة صادراً عنا، لأن (المقاطعة) تعني (العزلة) التي تؤدي إلى الانحسار، والتراجع، والتآكل الداخلي، فالمقاطع ( بكسر الطاء) يتضرر – في مثل هذه الحال – أكثر من المقاطَع (بفتح الطاء) !!
هل نستطيع أن نتخيل واقع الثقافة العربية فيما لو أنها (قاطعت) آداب الفُرس وغيرهم ، الذين حملوا نوعاً من الجفاء، أو الغرور تجاه العرب؟
هل نستطيع أن نتخيل امكانات المسرح المصري – زمن نشأته خاصة – فيما لو كان لم يترجم أو يتعامل مع فنون المسرح الفرنسي في القرن التاسع عشر، أو يتأثر بدعوات المسرح الألماني في القرن العشرين، فظل (يحجل) في مرتع (خيال الظل) و(القراقوز) وما إليهما ؟!
(المقاطعة) تشبه احتباس الماء في وعاء، غير قابل للتجديد والحركة ، لا يلبث هذا الماء أن يفقد صلاحيته، حتى وإن بدا – في هيئته – على صورته المقبولة في النظر .
السادة المطالبون بمقاطعة الثقافة الألمانية : من فضلكم .. قليل من الفكر والتدبر قد يوصلنا إلى القرار الصحيح ..

اترك تعليقاً