أستاذية الزمن !! – 29 فبراير 2024

أستاذية الزمن !! – 29 فبراير 2024

أستاذية الزمن !!
كان حفل تكريم سمو أمير الشارقة لبعض أدباء مصر (وكنت من بينهم) مثيراً لكثير من المقولات والمراجعات، من بينها – على سبيل المثال – اعتقادي بخطأ العبارة المتداولة: “أن تأتي متأخراً، خيرٌ من ألا تأتي مطلقاً” – فكم تهكمت على هذه المقولة، واتهمتها بالمراوغة، وتبرير الإهمال، أو عدم الدقة؛ إذ يبقى التساؤل: ولماذا لا يصل في موعده ؟! أليس هذا مطلب الشعور بالواجب والالتزام بالأصول ؟
غير أنني حين فوجئت (في أخر الزمن) بتقدير سمو أمير الشارقة، وكنت قد انصرفت تماماً عن توقع أي تقدير من أية جهة ( وبخاصة من أجهزة الثقافة في وطني العزيز) – لم أملك إلا أن أسائل نفسي : هل وصل التقدير متأخراً ؟ وهل حقاً كان عدم الحضور أكثر صواباً من هذا الحضور المتأخر ؟
بالطبع كان الجواب في صالح ما جرى، فقد وصلت جائزة الشارقة، وأمسيتها الجميلة متأخرة – لنقل : عشرين أو ثلاثين عاماً ، وجاءت من بعيد ، ولكن : ألا توافقني على أن الحضور متأخراً خيرٌ من عدم الحضور ؟!
المبدأ المقرر: أن التجربة، عبر الأزمنة خير معلم للإنسان، وأن الإنسان – من خلال تتابع تجارب الزمن – يصحح مساراته وأفكاره، من ثم يتأكد أن الزمن (صنو التجربة) خير معلم، وأن (الزمن) أستاذ الأساتذة !!

اترك تعليقاً