من تداعيات الذاكرة !! – 5 مارس 2024

من تداعيات الذاكرة !! – 5 مارس 2024

من تداعيات الذاكرة !!
من أهم ما يتميز به (الكائن) الإنساني: أنه يملك (ذاكرة)، وأن هذه الذاكرة هي التي تصنع معارفه، وتوجه سلوكه، وتحدد علاقاته وأفق أفكاره .
أذكر أنه حين عُرضت مسرحية الكاتب(المرحوم) “محفوظ عبد الرحمن”: “الحامي والحرامي”، كتبت عنها مقالاً نقدياً (صحفياً) بعنوان : “مؤامرة على حرف الراء” !! فقد لاحظت أنه ليس بين الحامي والحرامي من فرق – هجائي– غير حرف (الراء) . وكان “محفوظ” يقيم فكرته المسرحية على أن هناك اتفاقاً (ضمنياً) بين “الحامي” و “الحرامي” بألا يحاول أحدهما إلغاء دور الآخر؛ لأنه – حال إلغائه – يفقد حتمية وجوده بالضرورة؛ فإذا أجهزت الشرطة على اللص تماماً فقدت الشرطة أهم ضرورات وجودها . وإذا استطاع اللص أن (يكسر) الشرطة؛ بالمطلق ، فإنها تكون قد فقدت مبرر حضورها . من ثم يبقى التوازن بين “الحامي” والحرامي” في صالح بقاء الطرفين !!
تذكرت حادثاً قديماً استدعته الذاكرة بمناسبة لا أهمية لها الآن :
كنت أسير في شارع سليمان باشا لسبب لست أذكره، وحدث أن هبت عاصفة شرطية تطارد الباعة الجائلين على الأرصفة، وكان شرطي حال اندفاعه قد احتك بي، مما جعل النظارة (البرسول) تقفز من مكانها على وجهي وتزحف أمامي على الرصيف، فما كان من الشرطي المندفع إلا أن انحنى والتقط النظارة ووضعها في جيبه، وكأن شيئاً لم يكن !! صحت به أنبهه بأن نظارتي ليست من غنائم الباعة الجائلين، ولكنه لم يشغل نفسه بمجرد الالتفات إلى الخلف !!
وهكذا : مضى في طريقه راضياً عن مطارداته للخارجين على القانون !!

اترك تعليقاً