هذا القصر كعبتنا !! – 23 مارس 2024
هذا القصر كعبتنا .. !!
احتفلت “جامعة الدول العربية” بعيد التذكاري منذ يومين .
استدعت الذاكرة عام الدعوة المبكرة، من مصر، باسم ملكها “الملك فاروق” – الملوك والحكام العرب (المستقلين) وكان عددهم محدوداً، إلى الاجتماع به في قصر مزرعته بمدينة “أنشاص” (محافظة الشرقية) . وفي هذه المناسبة أنشد الشاعر “محمد الأسمر” أبياتاً قليلة (ذهبية) لا تزال ذاكرتي تحتفظ بها . وهذا نصها :
زهرُ الربيعِ يُرى أم سادةٌ نُجُبُ .. وروضة أينعت، أم حفلة عَجَبُ
تَجَمَّع الشرق فيها فهو مؤتلق .. كالعِقد يلمع فيه الـــدُّر والذهبُ
كفاه أن يد الفــــاروق تنظمــه .. وأنه أمـــــل للشـــــرق مرتقبُ
بني العروبة هذا القصر كعبتنا .. وليس فيه من الحجاج مغتـربُ
حياكمو وهو جذلان وقال لكم: .. إن العــــروبة فيمــا بيننا نسبُ
* * *
كنت في الثانية عشرة، إبان ترديد هذه القطعة الجميلة بصوت “أم كلثوم” فحفظتها عنها، وأمليتها – الآن – من الذاكرة، كما قرأتها في ديوان “محمد الأسمر” – الذي افتقدته في محتويات مكتبتي، ولا زلت أذكر صورة الشاعر (محمد الأسمر) بزيه الأزهري، ووجه الممتلئ ، وهو شاعر دمياطي ، لم ينل حقه من الدراسة النقدية، ولم يأخذ موقعه في سياق الإبداع الشعري في مصر، وهو موضوع جاهز لمن يرغب في البحث النقدي .
أما “الجامعة العربية” فقد بدأت تشكيلها بعدد قليل جداً من مندوبي الدول العربية المستقلة في ذلك الحين (1947)، وقد تتابعت الدول للانضمام إليها ، ولكنها أبداً لم تأخذ حقها ومنزلتها في تشكيل السياسة العربية !! فهي حيناً – عند بعض الدول العربية – (جامعة عزام)، أو (جامعة حسونة) ترددها الصحافة على سبيل التهكم . أما الإرادة العربية فلها الله !!
