إنكار الشجرة .. والتلهف على الثمرة !! – 16 ابريل 2024
إنكار الشجرة .. والتلهف على الثمرة !!
ما أطرح الآن ليس إنكاراً لمبدأ : اذكروا محاسن موتاكم !! فالموتى حين يطلون علينا بصورهم وأصواتهم، فإننا لا نملك إلا أن نعاملهم معاملة أهل الحضور !!
لقد ظهر وجه الدكتور “مصطفى محمود”، متحدثاً بصوته، مستهيناً بكل ما كتب، تبريراً وترويجاً لمسجده ومستشفاه .. إلخ . فكان مما قال : “يعني ح أقابل ربنا بشوية كلام ” !! تعقيباً على استهانته بمؤلفاته، وتطلعه – مع شعوره باقتراب الأجل – إلى بناء مسجد ومستشفى .. إلخ .
من حق “مصطفى محمود” أن يغير اتجاهه، كما سبق له أن غيره من الإلحاد الصريح إلى الإيمان المتصوف ( كل واحد متعلق من عرقوبه) – كما يقول مثلنا الشعبي – ولكن ليس من حقه أن يستهين بقيمة الفكر والثقافة، فهذا الفكر، وهذه الثقافة هي التي أعطت “مصطفى محمود” مكانه ومكانته، التي استطاع بها أن يؤسس مسجده .. إلخ .
ربما كان الأجدر به (الأليق) أن يعبر عن هذا التحول بقوله : “إنه بعد أن استوفى غرضه من (الكتابة)، رأى أن ينتقل إلى (العمل الاجتماعي) ” هذا حقه ، ولكن ليس من حقه أن يستهين بـ(الكلمة)، فهي التي صنعت الحضارة، وضمنت التقدم البشري ، من بدء الخليقة وإلى اليوم ..
لا نملك إلا أن نقول : رحم الله مصطفى محمود .. وغفر له ما تقدم من أقواله ، وما تأخر !!