أراد أن يكتب مسرحاً !! – 27 إبريل 2024
أراد أن يكتب مسرحاً !!
العبارة بتمامها منسوبة إلى شيخ النقاد العرب في القرن العشرين “محمد مندور”، وبصرف النظر عن أنها صحيحة النسبة – بالنص أو بالمعنى – إلى الدكتور “مندور” فإنها أصبحت بمثابة “رؤية إجمالية/فنية” لمسرح أمير الشعراء “أحمد شوقي” .
والحق أن هذه العبارة المتداولة، وكأنها حكم نهائي على مسرح “شوقي”، تحمل الكثير من التجاوز – ولا أقول التحامل – أو التمحك لإلحاق خدش (أو نقص) بمسرح “شوقي”. ومع التسليم بالمبدأ العام : أنه لا يخلو عمل إبداعي من احتمال النقص أو الخدش، مهما كانت درجة اتقانه – فإن هذه (الغنائية) الموسوم بها جملة مسرح “شوقي” – ليست على إطلاقها . ونرى أنه يمكن إعادة النظر فيها من زاويتين :
الأولى : أن فن المسرح بذاته (حتى في المسرحية المكتوبة نثراً) لا ينبغي أن يخلو من روح الشعر، فكأن جوهر المسرحية – أية مسرحية – في صميمه شعري، أو ينبغي أن يكون .
الثانية : وهذه تخص مسرح “شوقي” بذاته – هو أن هذه المشاهد الغنائية، أو التي اتسمت بالعرض الغنائي المطول (نسبياً) إنما كانت تجسد مواقفاً تستدعي التأمل، ومراجعة النفس وتستدعي التردد !! وما إلى ذلك من المشاعر التي تحتاج إلى قدر من المعاناة، ومن ثم المعاودة .
ونقدم مثالين من مسرحيتين مختلفتين : الأول : موقف “علي بك الكبير” وهو يفكر فيما عرض عليه قائد الأسطول الروسي من مساعدته في إلحاق الهزيمة بقائده وصهره الذي خانه، وخلعه عن حكم مصر (محمد بك أبو الدهب)، وهذا الموقف انتهى إلى رفض المساعدة الأجنبية، من موقف النبل والشعور بالوطنية .
الثاني : موقف “كليوباترا” حين اعتزمت الانتحار بسم الأفعى، فراحت تناجيها قبل أن تضعها على صدرها، ومن ثم تحاول أن تبرر عزمها، وتبرئ ساحتها من الجبن والهرب !!