مسألة فيها نظر !! – 2 مايو 2024

مسألة فيها نظر !! – 2 مايو 2024

مسألة فيها نظر !!
ساقتني دوافع مختلفة إلى قراءة كتاب من مصادر التراث العربي يمكن أن يوصف بالندرة في موضوعه، وقد تصدى لتحقيقه عالِمٌ (دكتور) – كما راجعه عالِم/ أستاذ/ دكتور أكبر، مشهود له – عند جيلي – بالأستاذية والريادة، ربما إلى درجة التفرّد في مجاله، وكانت المفاجأة أن هذا المُراجع (المشرف) قدم للمطبوعة بصفحة واحدة، حين قرأتها أزعجتني بعض الكلمات، والتعبيرات التي تفتقد الدقة والكياسة، بدرجة أثارت القلق، حتى رحت أفكر وأقلب الأمر على وجوهه: هل أنا الذي أسرفت في الحساسية اللغوية ؟!
هل ملاحظاتي تقوم على اختلاف في الذوق، أو اختلاف العصر ؟!
وبالطبع: استبعدت أن يكون (الأستاذ الدكتور المشرف المراجع) قد كتب كلمته دون اعتناء، أو دون مراجعة، فهذا مما لا يتفق بأية درجة مع المقام السامي الذي كان يشغله (في تصورنا) بالنسبة إلى التراث العربي بصفة خاصة !!
لقد بدأ كلمته بعبارة : “أعتقد أن المكتبة العربية أغنى مكتبات الحضارات العربية بالكتب …” فكما ترى : إن هذا المعنى لا يدخل فيما يوصف (بالاعتقاد)، وكان اجدر به – فيما أرى – أن يستخدم طريقة “طه حسين” بالتعبير بصيغة “ويغلب على الظن – فيما أرجح – لعلك توافقني” .. وما إلى ذلك، كما يكرر تعبير (الاعتقاد) مرة أخرى في السياق.
ويصف صنيع “أبي تمام” بأن أطلق على مختاراته (ما سماه بالحماسة) وكما ترى فهذا ليس (اسماً)، وإنما هو (عنوان) . وكذلك يصف نشاط العلماء بأنهم (أخرجوا كتباً يعجز عنها الحصر)، وكان الأحق بأن يقول: “يصعب حصرها”، أو “تترامى أعدادها” وما إلى ذلك من عبارات أقرب إلى سلامة التعبير ودقته .
وأخيراً يقول : ” ويتبين في كتابنا ..” وهو ليس كتابه !!
لقد أقلقتني هذه الصفحة، حتى لقد عجبت من اختلاف ذائقتي، وربما بلغتُ درجة من الحيرة في تعليل مثل هذه التجاوزات من أستاذ نعدّه ركناً ركيناً بالنسبة للتراث !!

اترك تعليقاً