فيا لكِ من نفسٍ تساقط أنفساً !! – 21 مايو 2024
فيا لكِ من نفسٍ تساقط أنفساً !!
هذا شطر بيت من قصيدة “ابن الرومي” الفذة، التي أبدعها بحرقة قلب الأب في رثاء ابنه الأوسط (محمد)، يعبر فيها عن لوعته وأحزانه الحارقة بهذا الفقد ..
.. منذ أيام قلائل (12 مايو) ودعنا صديقاً قديماً (تاريخياً) : “محمد فتوح أحمد” – الأستاذ الدكتور – بعد رحلة قاسية مع معاناة المرض .
لقد بدأ تعارفنا ، ونحن لا نزال (طلبة) بكلية دار العلوم، وكنت أسبقه (دراسياً) بعام واحد . كان شاعراً، وكنت كاتب قصة، وكنا – بالإضافة إلى “صلاح فضل”، والشاعر “مختار أبو غالي”، و”محمد الغرباوي” – نكوّن مجموعة خاصة تحلقت حول الدكتورين الشابين النابهين – في تلك الحقبة : “أحمد هيكل” – العائد حديثاً من بعثته الإسبانية، و”عبد الحكيم بلبع”- المشرف على النشاط الطلابي بالكلية – وقد اكتسبت مجموعتنا من هذين الرائدين الكثير من الثقة والجدية في الدراسة، فضلاً عن الحضور الاجتماعي، وما يحقق من تكامل نفسي، وما يفتح من طرائق التواصل مع النشاط العام .. إلخ .
لقد غاب أكثر هؤلاء (الأصدقاء) عن حياتنا، وقد حمل كل منهم قطعة من نفسي مع غيابه ، وكأنما صدقت تلك العبارة التي اقتبسها “همنجواي” وصدّر بها رواية العالمية، عن الحرب (الأهلية) الإسبانية : “لمن تدق الأجراس” – وتقول :
” إذا اقتطع البحر قطعة من أوروبا ، فإنه يقتطع جزءاً من العالم أجمع ..
وإذا مات أي فرد ، فإن جزءاً مني يموت فيه ..
فلا تسل : لمن تدق الأجراس !
إنها تدق لك !!