مين قال لك تسكت في حارتنا ؟! – 22 مايو 2024
مين قال لك تسكن في حارتنا ؟!
هذا عنوان ومطلع الأغنية الشعبية التي ترددها المطربة الرائعة فاطمة شاكر (شادية) – رحمها الله ..
والأغنية من تأليف “حسين السيد” صاحب الخبرة والأصالة في التأليف الغنائي، وألحان “محمد الموجي” وكلاهما في غنى عن أن نعلق على إبداعه وخصوصية فنه . وغاية ما نشير إليه في هذا الهامش : أن العبارة (المطلع) بلاغياً : استفهام استنكاري ، والقصيدة صياغة في شكل “المونولوج”، لأنها – في سياقها – لا تخرج عن حالة من الإفضاء تتحدث فيها الفتاة (الشعبية) عن أحلامها في الحياة والحب !!
رغم بساطة العبارات التي شكلت سياق هذه القصيدة؛ فإنها تضمنت (رسائل حضارية) غاية في الأهمية والرقي !! فهي – من حيث المبدأ – تجري على لسان (فتاة)، من ثم تقر مبدأ حق (البنت) في التعبير عن عاطفتها بطريقة مباشرة، وأن تأخذ حق المبادرة بأن ترسم للمحبوب (الغافل) الطريقة التي ينبغي أن يتبعها ليفوز بمحبوبته، أو تفوز هي بحبيبها . وفي هذا تبدو الفتاة – وهذا حقيقي تماماً – أكثر نضجاً وخبرة من الفتى في مثل عمرها !!
الفتاة عاشقة .. ولكنها لا تريد أن تبدأ ، فالعشق عاطفة (رجالية) في الأصل !! ومن ثم فإنها ترسم الطريق لهذا المحبوب الغافل، لكي يحظى بها أو تحظى به (في علاقة زواج) من ثم تحدد العنوان : عنوان عمل والدها ، ووظيفته ، وموقع سكنه ، ثم ترسم له الأسلوب الحواري المناسب (خد وإدي معاه .. وافتح قلبك) ، فمع شرف الغاية (الزواج) لا محيد عن الصدق والصراحة …
في الأغنية – كما نرى – رسائل حضارية راقية عن حق الحب والغزل، شريطة أن يكون الزواج محطة الوصول ، وأن تكون الصراحة مدخل العلاقة، ويظل الحلم بالأضواء على داير البلكونة أمنية كل الفتيات ..