ما كل هذا الكرم ؟! – 1 يونيو 2024
ما كل هذا الكرم ؟!
سبق لهذه (الهوامش) أن توقفت عند فن الإعلان – عبر جهاز التليفزيون خاصة – لما له من تأثير مباشر في الإدراك العام، ولكن يبدو أن هذا الشعور بالأهمية لم يأخذ حقه في نفوس الذين يقومون على الشأن الإعلاني، ابتداءً بمؤلف العبارة، وانتهاءً بمن يؤديها!!
في إعلان لأحدى المؤسسات الخيرية الشهيرة إلحاح عجيب على الدعوة للتبرع بـ (التقسيط) !! – ولا بأس بالدعوة في حد ذاتها ، ففي تقسيط التبرع تيسير على المتبرع، غير أن الإلحاح (إلى درجة السماجة) على ترديد عبارة : “بالتقسيط” مرات تبلغ حد الملل، يوصلك إلى حالة من الضد، وكأنك تسمع لفظاً غير مستحب !! ثم لا يلبث (فضيلة) المُعلن ليؤكد لك أنت يا من ستتبرع بالتقسيط أن الثواب (كله) لك !! بما يعني أن الثواب ليس مثل التبرع بالتقسيط ، وإنما هو (كاش/فوري) !!
ولا أدري كيف خطر هذا المعنى لمحرر الصيغة الإعلانية، فيقرر أن التبرع بالتقسيط يقابله تلقي الجزاء بالكامل (كاش) !!
يا جماعة .. ارحموا خلق الله من فجاجة التعبير ، وسخافة الصياغة، وسفاهة الأداء .. يرحمكم الله !!