أسامة أنور عكاشة !! – 22 يونيو 2024

أسامة أنور عكاشة !! – 22 يونيو 2024

أسامة أنور عكاشة !!
تحتفل الإذاعة وقنوات التليفزيون بذكرى رحيل الكاتب الدرامي “أسامة أنور عكاشة” الذي تختزن ذاكرة المشاهد العربي الكثير من أعماله الدرامية المتميزة، في صدارتها: “ليالي الحلمية”- بامتدادها، وألوان قضاياها الاجتماعية والسياسية، وشخصياتها النادرة – و”الشهد والدموع” – التي أعدها نموذجاً لجبروت الصراع – و “أبو العلا البشري”، وهي مشاركة (درامية) نادرة في الحلم بـ”المدينة الفاضلة” .. إلخ .
أذكر أنه حين علا نجم (عكاشة) بليالي الحلمية، وكنت في الكويت، حدثني الأديب “محمد أبو المعاطي أبو النجا” عن بدايات “أسامة” وكيف كان يلح على المجموعة المشرفة على ملحق (مجلة الهلال) الخاص بالأدب، لينشروا له قصة قصيرة، ولكن هيهات!! من ثم غاب زمناً ليسطع نجمه في مجال الدراما التليفزيونية، ويتجاوز الجميع !!
من المؤكد أن (النجاح) – حين يكون في درجة التمام، أو يقاربها – ليس من صناعة فرد – فمع (عكاشة) كان “سيد حجاب” الذي صاغ الشعارات، والمداخل، والنقلات النادرة، وقد يكفي أن الملايين لاتزال تردد عبارته المفعمة بالبراءة :”ليه يا زمان ماسبتناش أبريا” !! فضلاً عن فريق التمثيل المتميز بكل أفراده، والمخرج الذي أجاد اختيار شخصياته، وتوقيتاته، ولكن – لكي لا ننتقص فضل “عكاشة” – فإن العمل الناجح يبدأ بجوهر الفكرة، وفنية الصياغة، وتحقيق مبدأ التكامل، بحيث يتجاوب وطبائع الحياة، ومن ثم يتلاءم هذا العرض مع مستويات التلقي .
وكما أن العمل الناجح يحتاج إلى تحقيق مبدأ التكامل والملاءمة، والنفاذ إلى العمق، مع البساطة (التلقائية)، فإنه يحتاج إلى الصبر، وحسن “القراءة” للإمكانيات الخاصة، ومن ثم الاستجابة للقدرات الطبيعية، وليس للرغبات الجامحة ..
بهذا المعنى سيبقى “أسامة أنور عكاشة” حاضراً في حياتنا الفنية إلى زمن قد يطول ..

اترك تعليقاً