الدولة .. والثقافة !! – 25 يوليو 2024
الدولة .. والثقافة !!
مع استهلال العيد تلقيت هدية قيمة من صديق (خليجي) هي : نسخة من رواية “تغريبة القافر” لمؤلفها الأديب الشاعر (الروائي) “زهران القاسمي” . هذه الرواية فازت – العام الماضي – بجائزة (البوكر) العربية، وقد تطلعت إلى قراءتها زمناً طويلاً ، إلى أن تلقيت هذه النسخة ..
والرواية في حدود الحجم المألوف (220 صفحة) من القطع المتوسط ، غير أن مندوب الجمارك الذي حملها إليَّ طلب (118 جنيهاً) برسم الجمارك !! ظننت أن في الأمر خطأ ما فهذا المبلغ يتجاوز ثمن الكتاب نفسه فيما لو كان يُباع في مصر، غير أن “المراسل” أكد أن هذا مجرد رسم الجمارك (وكل سنة وانت طيب)؛ أي أنه يطمع في عيدية (إكرامية/بقشيش) !! وبصرف النظر عن هذا الموقف (العابر) فقد تفكرت في أمر العلاقة بين الدولة (وسياستها المالية)، والثقافة بعامة، والكتاب بصفة خاصة !! وأرى أن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر شجاعة ومقدرة تقديراً صحيحاً وجاداً لعلاقة المواطن (المفترضة) بالثقافة، وبخاصة (الكتاب)، وهو أمر يحتاج إلى بصيرة وفهم حقيقي لأهمية الثقافة، ودورها في توعية المواطن، وإعلاء شأن الوطن ..
المهم : دفعت المطلوب وزيادة جنيهين، لم يكن فيهما ما يكفي لإرضاء الزبون، والقضية تحتاج إلى جدية تبدأ اختيار وزير الثقافة، ومدى فهمه لمكوناتها ومطالبها، ولا تنتهي بتحرير (الكتاب) من أية أعباء إضافية تحد من انتشاره، فالكتاب كالماء والهواء ..