ما هكذا (العباقرة) !! – 28 يوليو 2024
ما هكذا (العباقرة) !!
نشاهد على شاشة التليفزيون برنامج بعنوان (العباقرة) ، وخلاصته: مسابقة بين بعض الفئات الشابة من الطلبة، أو من أولياء الأمور .. إلخ، في مجال المعرفة والثقافة العامة .
للبرنامج سوابق مشهود لها زمن “الإذاعة”، منها برنامج “أوائل الطلبة”، وبرنامج “جرب حظك” .. وغيرهما . ولا تزال الذاكرة تحتفظ بإنجازات نادرة، وكشوف طريفة لهذين البرنامجين، رغم طول الزمن . وقد شهد لعباقرة التليفزيون بعض القيادات السياسية، فكأنما مُنح البرنامج رخصة ليفعل بالعبقرية ما يشاء، أو يتصورها كما يريد !!
والمفترض أن (العبقرية) تكامل، وتوازن، وسمو، ونبالة خلقية، ووثاقة معرفية .. إلخ، فليس من (العبقرية) هذه الاستجابات العصبية (المجنونة) التي نشاهدها أعقاب إعلان الصواب، أو هذا الانطفاء المهزوم العصبي أعقاب فوات الفرصة . (العبقرية) هي الانسانية في حالة التمام العقلي والسلوكي، وهو ما يتجاوز الحفظ وحضور الذاكرة .
فيا حضرة المقدم الثقافي: نرجوك أن تخفف من حالة الزهو، والإعجاب بالنفس التي تعطي انطباعاً بعكس ما تهدف إليه في برنامجك . ولعلنا ندهش لتقديم برنامجك بصفة (الروائي)، فالذي نعرفه أن مثل هذه الألقاب الفنية يطلقها النقاد (على مسئوليتهم، وبناءً على خبرتهم بالشخص) وهذا ما لم يتوافر في سياق استخدام هذا الوصف (الروائي) .
من فضلك يا محترم : قليل من التواضع .. قليل من الزهو .. قليل من التوازن .. ينصلح الحال إن شاء الله ، ونشارك الكبراء الذين منحوك الرخصة إعجابهم !!
