عمر الدسوقي !! – 22 سبتمبر 2024
عمر الدسوقي !!
“غضنفر” دار العلوم (المنيرة) – أستاذ ورئيس قسم الدراسات الأدبية، حصل على درجة البكالوريوس من جامعة لندن . لم يحصل على (الدكتوراه). وحين انتقلت تبعية (دار العلوم العليا) إلى جامعة القاهرة بالمسمى الراهن، مُنح “عمر الدسوقي” درجة الأستاذ ورئيس القسم .
كان ربعة، مدكوك التكوين، أسمر غامق السمرة، أقرب إلى جمود الملامح، غير أنه حين تحصل على ثقته يتحول إلى نقيض هذه الصفات جميعاً، فهو إنسان ودود طلق المُحيا. أول (درعمي) ألف عن “فن المسرح” كتابه الأشهر: ( المسرحية: نشأتها وتاريخها ) الذي لا يزال مرجعاً معدوداً بعد قرن من الزمان .
درست تحت إشرافه لدرجة الماجستير عن “الريف في القصة المصرية: من مستهل القرن حتى 1962″؛ أي عام تسجيل الدرجة ! وكان ودوداً جداً ودقيقاً، زرته في بيته في أطراف المعادي، كناية عن فيلا صغيرة من دور واحد – لم تكن المعادي الجديدة قد عُرفت – ولعلي سألته : لماذا لم يقم مسكنه في صميم العمران ، فكان جوابه الطريف : نحن بدو، والبدو عادة يفضلون مشارف الصحراء !!
حدث أن اكتشف أحد زملائي – في ثانوية الشويخ بالكويت – درجة المودة مع الأستاذ، فرجاني أن أتشفع له ليقبل الإشراف عليه، فلما لقيت الأستاذ سألته لماذا لا يقبل الإشراف على فلان؟ قال: دا …، سألته: لماذا؟ فسمعت أطرف إجابة. قال: سألت صاحبك عن الموضوع الذي يريد دراسته، فأجاب: الخطابة في العصر الجاهلي، سألته: فإن لم يكن؟ قال: شعر إبراهيم ناجي !! فقفز من الخطابة إلى الشعر، ومن الجاهلية إلى القرن العشرين في نصف دقيقة ، فكيف أطمئن إليه !!
رحم الله غضنفر دار العلوم .. وأثابه على قدر علمه وفضله .. آمين .
