لم أحبه .. ولم أحاول !! – 26 سبتمبر 2024
لم أحبه .. ولم أحاول !!
مع التقدير (الغني) لمقولة إحسان عبد القدوس: “لن أعيش في جلباب أبي” !! فإن بعض ما تلقيته عن أبي لا يزال راسخاً وكأنه (إيمان) لا يقبل المناقشة .
لم يكن أبي يحب “سعد زغلول” – الذي أجمعت الملايين على محبته، والهتاف باسمه، واعتباره رمز للأمة، ونزعتها إلى التحرر .
كل ما ذكره أبي عن “سعد زغلول”، أنه حين أخذ موقعه في قيادة الثورة، كان الزعيم “محمد فريد” منفياً يعيش في ألمانيا، ويعاني المرض وضيق اليد، وأنه أرسل – من ألمانيا – برقية تأييد لسعد زغلول الذي لم يردّ عليه !! وقد عدّ أبي هذا الموقف “قلة إنسانية” وغطرسة لا تليق بزعيم، يخاطبه زعيم سبقه على ذات الطريق !!
قرأت أهم ما كتب من مؤلفات عن “سعد زغلول” وحتى اعترافاته بنواقصه السلوكية والأخلاقية، وحاولت جاهداً أن أقدّر فيه أية صفة كبيرة مما هتفت به الجماهير وتوحدها في محبته، ولكني فشلت تماماً، وظلت مقولة أبي (المبكرة في زمن طفولتي) منطبعة في ضميري، وتحكم – حتى تفاعلي مع صوره ..
وفي المقابل تمكن حب (هيكل باشا) من قلبي، ولست أفضل على شخصه، وإبداعه، ومؤلفاته، وزعامته السياسية (حزب الأحرار الدستوريين) لا أفضل عليه أحداً، مهما كان، ومهما كتب .
بدأ “هيكل” روائياً (زينب) وختم حياته روائياً (هكذا خلقت) وبينهما كتاب “حياة محمد” وليس له نظير في منهجه ولغته ويقينه وعقلانيته . بعد قيام الثورة، قُدم لمحكمة الثورة أمام “عبد اللطيف البغدادي” باعتباره من سياسي العهد البائد، قال له البغدادي ساخراً : كنتم رجال الملك, أفسدتم الحياة السياسية !! فرد عليه: بل الملك كان ملك بكم، وحين تخليتم عنه انتهى أمره !!
وبُهت الذي …..