محمد الجرح !! – 28 أكتوبر 2024
محمد الجرح !!
أستاذ اللغة العبرية وفقه اللغة (دار العلوم – المنيرة). عاد من بعثته إلى معهد الدراسات الشرقية بلندن ليدرس لنا عام (1957)، وكان له أخٌ طالب بكلية الطب زميل وصديق لأخي المرحوم الدكتور “عبدالله”. وكان أخي يداعبه بقوله: إنت بلسم مش جرح!! فكانت هذه العلاقة سبباً في وثاقة صلتي بأخيه الأكبر أستاذ العبرية بالكلية .
على المستوى الشخصي: استوعبت من اللغة العبرية وقضاياها الفقهية قدراً كبيراً، لدرجة أنني كتبت بخط يدي كشكولاً كاملاً (70 صفحة) متابعة للدكتور، وكان أداؤه واضحاً ومتسقاً لدرجة أنني كنت – في المراجعات الأخيرة قبل الامتحان – أقلب صفحات كشكول العبري (السبعين) دون أن أفتح الكشكول نفسه، متخيلاً بوضوح صورة كل صفحة وموقعها، فلا غرابة أن حصلت على تقدير ممتاز في هذه المادة .
وذات مرة راح الدكتور يحادثني عن نشاطه أيام لندن، وبخاصة في الـ(BBC) فتجرأت وسألته: إذا كانت حياتك هناك رائجة بهذه الدرجة لماذا عدت؟
قال ببساطة: لثلاثة أسباب؛ أنني لم أستطع أن أستوعب طباع الإنجليز وذوقهم، فلا يمكن أن أتحمس مثلاً أن الملكة ستضع طفلاً في هذه الليلة !!، وأنني سأظل – مهما عشت هناك – مجرد (شرقي مسلم) يعيش بينهم، وأنا أبو بنات؛ ومصير بناتي أن يتزوجن أبناء الخال وأبناء العم . لهذه الأسباب الثلاثة كان لابد أن أعود !!
كان الدكتور “الجرح” – أستاذ اللغة العبرية – عالِماً وأستاذاً وصديقاً .. لا يُنسى !