لحظة نورانية خارج الزمن !! – 24 ديسمبر 2024
لحظة (نورانية) خارج الزمن !!
تعاودني هذه الذكرى القديمة جداً ، وكأنني لا أزال في حراستها، وتمام بركتها، فلا أملك إلا أن أسلم وأبارك على صاحبها (السبط) – رضي الله عنه .
* * *
كان ذلك في يوم قائظ من صيف (1970)، وكنت أقود سيارتي منفرداً على الطريق ما بين “الحدود الكويتية ومدينة البصرة”، متجهاً إلى بغداد، قاصداً “بيروت” في النهاية، لأركب السفينة، مع سيارتي: من بيروت إلى “الإسكندرية” .
ما كدت أتجاوز “البصرة” حتى تعامدت الشمس الحارقة على زجاج السيارة، مجمعة وهجها على عيني، ومع كل التحذيرات والمخاوف، والحكايات المروية عن خطر القيادة منفرداً في وهج الصيف، فقد أغمضت عيني، وفقدت الإحساس بما حولي !! في لحظة غير زمنية سمعت (سيدنا الحسين) – رضي الله تعالى عنه، وعن أبيه وأخيه وآل بيته – وهو يهمس في أذني بما سبق أن حلم به ليلة (كربلاء)، فكان حُلمه نذير ما لقي في ذلك اليوم . قال – رضي الله عنه: (القوم هجوع ، والمنايا تسري إليهم ) .
كنت قرأت هذه العبارة في سيرة “الحسين” منذ زمن لا أعرف مداه، غير أنها جاءت من جانبه – هذه المرة – لتصب في أذني مباشرةً، فتنبهت على الفور، وإذا بالسيارة التي أقودها – نائما تقريباً – تنحرف نحو الرصيف العازل بين الاتجاهين، تكاد تقفز فوقه لترتطم بسيارة نصف نقل في الاتجاه الآخر، من ثم كانت لحظة فارقة، والطريف أنني لم أنزعج، ولم يحدث في سلوكي رد فعل عنيف، بل عدّلت اتجاه سيارتي، فاستقام الطريق، وتحقق الأمان !!
منذ تلك الذكرى المباركة القديمة، وأنا – في كل ما أعيشه – أرى أن حياتي (هبة) باركها “الحسين” – رضي الله عنه، وعن أخيه وعن أبيه .. آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله الكرام .. آمين .