فؤاد زكريا !! – 20 يناير 2025
فؤاد زكريا !!
الأستاذ الدكتور، المعلم، الفيلسوف !! وقبل ذلك كله: الإنسان الرائع الذى يحمل شعوراً رحيباً يتسع لكل من يطلب عنده حاجة فكرية يجد صعوبة في الاهتداء إليها .
حين قرأت قائمة أعماله – بين التأليف والترجمة (فوجئت) بدرجة من الغزارة والتنوع مع وحدة الهدف (المعرفي) غير أن حدود معرفتي الشخصية بالدكتور “فؤاد زكريا” تكشف – بعمق ومباشرة – مدى رحابة حسه الإنساني، وذوقه، وترامى جهات خبرته – كما أن عملي معه – في جامعة الكويت – واتصال نشاطي الثقافي والتأليفي بالمجلس الوطني (الكويتي) زمن رياسة الشاعر “أحمد العدواني” – قد كشف عن الدور الفاعل المؤثر بقوة في نشاط (المجلس الوطني) وسلاسله الذهبية في المسرح والثقافة والحضارة – حتى ليمكن أن يُقال أن هذه السلاسل (الذهبية) التي أنعشت الفكر والثقافة والمعرفة على امتداد أقطار الوطن العربي – هذه السلاسل المشهودة هي من ابتكار “فؤاد زكريا” : وضع عناوينها ، وخطتها ، وإجازة أشخاص من أنجزوا مساراتها .
حين تقدمت إلى المجلس الوطني بمخطوط كتابي: “الحب في التراث العربي” كنت متهيبا من استخدام كلمة (الحب)!! إذ أراها كلمة شعبية، مبتذلة ، أو خفيفة !! من ثَم كان العنوان الذى آثرته: (الدراسات العاطفية في التراث العربي )!! لم يوافق الدكتور “فؤاد” على هذه الصياغة للعنوان، ورأى أن التعبير بالعاطفية غير مناسب !! لان (العاطفة) تعنى: الانفعال الزائد من ثم يدخل في مفهومها: الحزن والغضب والحقد .. الخ . وبذلك يكون (الحب) هو التعبير الدقيق الملائم .. وقد كان !!
أعتقد جازما أن هذا العنوان: المباشر، المحدد، الصريح، كان عاملاً مؤثراً فيما صادف هذا الكتاب من رواج وتوفيق .
رحم الله “فؤاد زكريا” … لقد كان عالِماً وفيلسوفاً أصيلاً وشاملاً .. غير أنه: كان قبل ذلك إنساناً سمحاً وجميلاً !!