يا زمان الوصل!! 2فبراير2025
- يا زمان الوصل !!
لا يزال بيت “لسان الدين بن الخطيب” الذى أستغل بهِ قصيدتهُ الرائعة :
جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ همى يا زمان الوصل بالأندلس
لا يزال هذا البيت (المطلع) قادراً على الإفضاء – أو في الأقل : الإيحاء بمقدار اللوعة وحُرقة التشوق عبر الأزمنة ، رغمَ اختلاف المواقف والدوافع .
هنا أُشير- تحديداً- إلي السنوات التي قضيتها أنهض بتدريس اللغة العربية (البلاغة والنقد) في قسمي اللغة العربية ، واللغة الإنجليزية بكلية الآداب .
لقد اقتربت جداً من عدد غير قليل من كبار الأساتذة المختصين بالعلوم الإنسانية : اللغة العربية – واللغة الانجليزية، والفلسفة، وعلم النفس، بما لا يتاح لي، أو لمثلي في واقع الحياة المصرية وجامعتها ، في درجات تقاربها أو تباعدها .
لم يكن “فؤاد زكريا” أو “طه محمود طه” مثلاً فريداً ، ففضلاً عن علاقتي الواثقة بأستاذي – رئيس القسم- العلامة “عبد السلام هارون” اقتربت جداً من أستاذ الفلسفة الإسلامية “محمد عبد الهادي أبو ريدة” ، والفيلسوف “زكى نجيب محمود” الذى توليت تقديمة في إفتتاح الموسم الثقافي لمكتبة حولي العامة (يناير 1970) وكان هذا العام مخصصاً للاحتفاء بـ ” الكتاب” !! علي مستوى العالم!!
أذكر أنه احتشد لسماع الدكتور العظيم ما يتجاوز (600) شخص!! وهذا قدر عظيم – بالنسبة للكويت ، وبالنسبة للمكتبة ، وبالنسبة للموضوع في ذاته، بما يعني أن اسم “زكى نجيب محمود” لوحده – فيه من الإمتاع والثقة ما يستدعى هذا العدد الهائل (!!)
يا صديقي: أدعوك إلى تأمل هذا الهامش بكثير من الأناة ، فهو مُثقل بالمعاني والدلالات التي تستحق أن تُذكر !!