مرة أخرى: فؤاد زكريا!! 5فبراير2025
مرة أخرى: فؤاد زكريا !!
عطفاً علي ما سبق من علاقة الدكتور الفيلسوف “فؤاد زكريا” بكتاب “الحب في التراث العربي ” وتفضيل عنوانه المباشر- هناك قضية أخرى- لعلها أكثر أهمية وخطراً من قضية العنوان!! فقد كنت في تواصلي مع المصادر التراثية- عبر الأزمنة- ألاحظ أن المؤلفين القدماء – في جملتهم- كانوا يسمون الاشياء بأسمائهم .. نادراً ما يكنون عنها أو يرمزون إليها.. من ثم سيطر عليّ شعور( بالكبرياء)- الا أكون أقل شجاعة أو صراحة من هؤلاء القدماء وهكذا (تجرأت) بذكر بعض الألفاظ المكشوفة أو المستقبحة ، وربما: الفجة !! غير أن الدكتور “فؤاد زكريا”- رضي الله عنه- رأى ضرورة إلغاء كل هذه العبارات والكلمات التي تخدش الحياء أو تجافي الذوق!! اكتفاءً بالإيماء إليها، أو الرمز!!
ذكرت له حجتي، وأنه – لا يصح في العقل أو الضمير- أن أكون أقل شجاعة (صراحة) من كاتب كان يؤلف منذ عدة قرون في زمن نسميه: عصر التخلف او الظلمات!! قال الدكتور” زكريا” موضحاً لي : هناك فرق مهم جداً يتصل بعملية التلقي !! كان المؤلف القديم يكتب (نسخة واحدة) ينقل عنها (الوراقون)
وهكذا إذا ألف الكتاب في بغداد – مثلاً- فإنه تصل منه نسخة، أو نسختان إلي البصرة بعد شهر أو عدة أشهر!! ويصل إلي مصر بعد عام أو نحو عام !! المهم أن المخطوط يتم تسربه وانتشاره ببطء شديد لأفراد قلائل من ذوى الاهتمام بالموضوع.. وهذا عكس ما يحدث الأن!! كتابك هذا سيطبع منه الاف النسخ، وسيوزع في مدن الوطن العربي في ذات الوقت، فيقرأه الألوف في زمن واحد او أزمنة متقاربة جداً، وهكذا : سيكون الانعكاس مباشراً ومجمعاً .. وهذا وجه الخطر!!
لقد اقتنعت .. وفهمت .شكرت له في ضميري هذه اضاءة التي غفلت عنها وعن خطر الجهل بها الذى ربما- أدى إلي خديعة كُتاب آخرين لم يتح لهم (شرف) مجالسة “فؤاد زكريا” !!