حكاية : إبراهيم أفندي 18 مارس 2025
حكاية : إبراهيم أفندي
كان في زماني بالقرية ـ أيام ما كانت قرية ـ بقال نظيف جداً يعتمر الطربوش وبذلك أطلق عليه أهل القرية “إبراهيم أفندي” ـ عن جدارة واستحقاق .
كان بقالا نظيفاً ولكنه محدود الإمكانات أمام بقالة (عبد الحافظ) المتوغلة وكانت ل”إبراهيم أفندي” هفوات مما يمكن أن يوصف بأنه من الهفوات النادرة (أو: الحماقات الصغيرة) !! ومنها أنه استأجر قطعة أرض محدودة المساحة زرعها بالقطن، وبعد أشهر أراد أن يجني ثمار ما زرع ولكن المساحة الصغيرة جداً لا تغري باستئجار عمال .
فكر في الحل على طريقته ، فاستدعى بعض أطفال القرية وأغراهم بأن يجمعوا القطن في مقابل (حفنة من اللب الاسمر) فوافق الأطفال سعداء ، واشترطوا أن يحصلوا على اللب أولاً حتى لا يخدعهم !! ولم يكن “إبراهيم أفندي” يفكر في خداعهم ، فوزع عليهم حفنات اللب !!
وهكذا جلس الأطفال على حافة الحقل يقزقزون اللب منشغلين به ـ بالطبع ـ عن جني القطن !!
هنا ـ كما ترى ـ انفصال بين السبب، والهدف، والنتيجة !!
هل انزلقت أنا إلى مثل هذا التصور (المتفسخ) حين أردت لموضوع سائق السيارة؟!
شكراً لكل من أسهم بالرأي في توجيه الحل .
وتبقى للمشورة أهميتها مهما كانت مستويات التعقيد فيها ..