تداعي الذكريات 24 مارس 2025
تداعي الذكريات
… وتتداعي ذكريات شارع تجار الحشيش بحي الأزهر، فأذكر أن الأديب علاء وليّ الدين وقد تفجرت شهرته الأدبية عقب تأليفه قصة “حمام الملاطيلي” وتحويلها إلى فيلم سينمائي، وكتابة “يحيى حقي” عن “وليّ الدين” بحماسة أثارت جيله من الكتاب حتى اتهموا “حقي” – شيخنا وأستاذنا – بالانحياز بجامع “التركية” بين الكاتب الشاب والكاتب المخضرم !!
لكن .. ما يخصني: أن الإعلامي الأستاذ “عبد المجيد شكري” – والد الإعلامية المحترمة “أميمة شكري”- دعاني إلى أن أناقش “علاء” في مجموعة قصصيه صدرت له حديثاً .
وافقت، ودخلنا استديو الإذاعة، وبدأ التسجيل ، فلما وصلت إلى مشهد أن الشرطة بعد أن ضبطت أكوام المخدر في بيوت تجاره، جمعتها وكومتها في الشارع وأضرمت فيها النار، فراح الحشاشون يمدون رؤوسهم من شراعات منازلهم ليتشمموا الدخان المعطر بالبخور!! رفضت – كناقد – هذا المشهد المتجاوز للممكن والمحتمل، لأن الشرطة لا تحرق الحشيش في الشارع وإنما ” تحرزه” وتقدمه إلى ” النيابة” !! – وأن هذا المشهد في القصة القصيرة إنما رٌسم بدوافع سينمائية !! فما كان من “ولىّ الدين” إلا أن قام منتفضاً وقال : هو لسه فيه حد بيقول الكلام ده؟!! وغادر استديو الإذاعة لا يلوى على شيء !!