في زمن ما..!!27 أبريل 2025

في زمن ما..!!27 أبريل 2025

في زمن ما ..!!
قابلته فجأة، دون ترتيب أو توقع، قطعة حيهّ من طفولة منسية، أو تكاد.
يبدو أن “الزمن” عنده في حالة ثبات، لا يتحرك، أو أنه – هو- الذي لم يتحرك!!
فقد بادرني : أهلاً يا حمام !!
هل تتصور أنني المقصود بهذه التحية ؟!!
لكنه محمد (اليماني) صديق طفولتي المبكرة في (البلد) أيام نتنافس في تشكيل هياكل سيارات ندفعها أو نجرها – نصنعها من أسلاك التليفون الحديدية. كان الوحيد الذي يصّر على مناداتي (حمام)، والطريف أننا كنا نناديه (اليماني) مع أنه لم ير اليمن وربما لم يسمع بها. وكنت أرى أمه حين أذهب لأناديه من دارهم، وكانت تسمى أميرة – أو “الأميرة”.
كما يناديها ابنها (محمد اليماني) !! إنها – على لسانه : أمي الأميرة!!
بعد الانتباه من “صدمة” اللقاء، بعد الانقطاع الطويل (ربما عشرين سنة) .
سألته : ماذا تعمل؟ فأخبرني بالمهمة الطريفة التي أسندت إليه، فإنه بعد تجنيده في الجيش، اختير لكي يتلقف ، ويجري وراء الكرات التي يلعب بها (منفرداً) شخصية كبيرة جداً في الدولة!!
تلقيت حديثه بدهشة، إذ لم أكن أتوقع أن يخصص إنسان لمتابعة كرات إنسان آخر،
سألته : وكيف كافأك الكبير على تعبك في الجري وراء ضرباته الطائشة ؟
قال ببساطة شديده : سيادته سألني ماذا تريد من هدية وأنت تنصرف؟
قلت له : أطلب أن تحمل اسمي محطة الأتوبيس أمام بيتي؛ وأمر سيادته بذلك، وهكذا .. أنا أسكن على خط أتوبيس العباسية ، محطة اليماني !!
ختم حديثه الطريف : إيه رأيك يا حمام ؟!
انتبهت من جديد، واستغربت حقاً بأنني المقصود ؟

اترك تعليقاً