حــــارة نجيب محفوظ !!8 مايو 2025

حــــارة نجيب محفوظ !!8 مايو 2025

حـــارة نجيب محفوظ !!
لم تكن لقاءاتي المباشرة مع “نجيب محفوظ ” تخلو من طرح بعض الأسئلة، مع تقديري لعزوف الأستاذ عن “رغبة” الثرثرة، فضلاً عن “نزعة” البهرجة،[التي لا يكاد يخلو من الغرام بها المشتغلون “بحرفة” الأدب]
ذات لقاء سألته عن شغفه بـ “الحارة” وحضورها في رواياته وقصصه القصيرة. فكشف – في جوابه – عن فارق مهم في (مضمون) الحارة. أو تكوينها إذ بيَّن أن “الحارة” في زمانه، كما في أدبه، كانت “الوحدة المجتمعية” كاملة!!
وقال لي : إن واجهة الحارة – في زمانه – كان يتصدرها قصر الباشا أو الاقطاعي، تم تتلوه بيوت الطبقة العليا (متدرجة) إلى الطبقة الوسطى، لتنتهي – في قرارة الحارة – إلى زقاق الطبقة الشعبية. بعبارة موجزة : حارة “نجيب محفوظ” كانت قطاعاً طولياً في التشكيل المجتمعي الكامل لأهل مصر!!
وأضاف : هذا التشكيل للحارة لم يعرف العزلة، ومن ثم : لم يكن يعرف الكراهية فضلاً عن العداء !! إن القصر المتصدر للحارة كان يفتح في المناسبات، وكانت مستويات أهل الحارة تتفاعل معه وتتجول في حدائقه باحتراس واحترام ، كما كان ساكن القصر يبسط رعايته (وأحياناً حمايته) على أهل الحارة.. في نوع من التكافل والتكامل – مؤسس على تبادل الرعاية والاحترام.
حارة “نجيب محفوظ” تكوين شامل لبنية المجتمع، من ثم فإنها تختلف (تماماً) عن الحارة التي نعاصرها أو نعايشها.
من ثم : ينبغي أن نضع هذا في اعتبارنا حين نقرأ، أو نشاهد
حارة “نجيب محفوظ” !!

اترك تعليقاً